الثلاثاء 16 إبريل 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور: مترشحات أشباح.. من المسؤول؟!

الحسن زهور: مترشحات أشباح.. من المسؤول؟! الحسن زهور

ظاهرة جديدة تعرفها الانتخابات الحالية هي ظاهرة المترشحات الأشباح.

في أفغانستان النساء يفرن من حكم طالبان والباقيات يرتعدن خوفا من السجن المعنوي الذي سيفرض عليهن.

نتهم طالبان بأنها تقيد المرأة بشتى القيود، ولكننا نحن نقوم ببعض ما تقوم به ولا نجد في ذلك غضاضة.

فما معنى ألا تنشر المترشحة في الانتخابات صورتها في ملصقات الدعايات الانتخابية؟

هل يمكن أن ندخل ذلك في حرية الإنسان الشخصية؟

هنا يجب أن نفرق بين المواطن العادي كشخصية عادية والمواطن المسؤول الذي يتحمل مسؤولية عامة.

فمن حق أي مواطن عادي أن ينشر أو ألا ينشر صورته في مواقع التواصل الاجتماعي أو في وسائل الاتصال بمختلف أشكالها، وليس من حق أية مؤسسة إعلامية أيا كانت نشر صورته إلا بموافقته، لأن هذا يدخل ضمن حريته الشخصية كفرد وكمواطن لا يتحمل أية مهمة ووظيفة عامة تحتم عليه التعريف بنفسه ليتعرف عليه المواطنون.

لكن أن ينتقل الفرد المواطن إلى مستوى الشخصية العامة (منتخب(ة)، مسؤول(ة) إداري(ة) سياسي(ة)، فنان(ة)، رياضي(ة)، كاتب(ة)...) هنا تفرض عليه المسؤولية الكشف عن نفسه (اسمه، صورته، منجزاته....) ليتعرف المواطنون عليه(ها) لأنه خرج من دائرة الشخصية الفردية إلى دائرة الشخصية العامة التي لها شروط عامة تفرضها هذه الدائرة العامة ويجب الامتثال لها.

لكن ما نلاحظه في الانتخابات الحالية ظهور المترشحات الأشباح بشكل مثير في ملصقات أغلب الأحزاب السياسية المغربية سواء اليسارية بمختلف تياراتها المشاركة في الانتخابات، وسواء الليبرالية أو الإسلامية، ينبئ هذا بأن الديموقراطية لدى هذه الأحزاب هوت إلى مستوى الشعارات السياسية للوصول بواسطتها إلى التسيير الإداري أو السياسي. فالبناء الديموقراطي يبتدئ أولا من تهيئ المواطن ليتشبع بمبادئ هذا فكر الديموقراطي أولا، فالاختباء كشبح مخافة أن يتعرف الناس على من سينوب عنهم في تحمل المسؤولية يعتبر إخلالا أوليا بهذا الفكر الذي يتطلب أول ما يتطلبه هو الوضوح وليس الاختباء.

وفي هذا الصدد يقول المثل الأمازيغي: وأنا ئتحوشن، بر أر ئسنتال تامرات نص أي من يدخل أحواش مشاركا لا يغطي لحيته.

لكن من المسؤول عن هذه الظاهرة أي ظاهرة المترشحات الأشباح؟

المسؤولية تتحملها:

أولا: الأحزاب التي رشحت هؤلاء الأشباح، فكلمة الأشباح تقترن في قاموسنا السياسي والنقابي بالفساد الإداري (الموظفون الأشباح) كما أن الأشباح في ثقافتنا تقترن دوما بالأماكن المهجورة أي الوحشة والخوف..

ثانيا: هم المواطنون، لأن المواطن الذي سيصوت على لائحة بها أشباح عليه أن لا يشتكي من سوء التسيير، ولا أن يطالب بتنقية الإدارة العمومية من الموظفين الأشباح لأن الشبح شبح سواء أكان موظفا أو مترشحا. كما أن المواطن الذي لا يشارك في التصويت أو الذي صوت على من لا يستحق مسؤولية التمثيل فليس من حقه أن ينتقد سوء التسيير لأنه يتحمل مسؤولية ما هو فيه.

ثالثا: اللجنة الوطنية الساهرة على الانتخابات التي عليها الاستفادة من هذه الوضعية الجديدة لفرض مبادئ الديموقراطية الانتخابية، فنحن لسنا في أفغانستان، نحن في بلد الحضارة العريقة: في بلد اسمه المغرب.