الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

فلكي: على النظام الجزائري  أن ينكب على معالجة ازماته الداخلية الخطيرة ويبتعد عن المغرب

فلكي: على النظام الجزائري  أن ينكب على معالجة ازماته الداخلية الخطيرة ويبتعد عن المغرب عبد الصمد فلكي
للتذكير فقط لبعض الجزائريين الذين في إطار الحوار وسرد الوقائع والأحداث على مر السنوات، يريدون ليس التماس العذر لأي قرار لنظام الكابرانات الجزائري، بل يحاولون تغليط قرارات المملكة أو نعتها بالتسرع في بعض المواقف منها على سبيل المثال موضوع فرض الفيزا على أي حامل للجنسية الجزائرية عقب أحداث أطلس أسني في تسعينيات القرن الماضي، وان الملك المرحوم الحسن الثاني هو من اقترح موضوع الاستفتاء لتقرير المصير، فلماذا تم التراجع عنه؟ هؤلاء يجب أن يعلموا، أنه لا يوجد مغربي واحد يقبل بالمساس بالوحدة الترابية للمملكة المغربية من طنجة إلى الكويرة، ولأجل ذلك فاي قرار يصب في هذا الأمر يمكن اتخاذه بكل حرية، ويعتبر قرارا سياديا لا يحق لأحد مجادلته أو التعليق عليه، وقرار فرض الفيزا على الجزائريين هو قرار سيادي حتمته ظروف العملية الإرهابية بفندق أطلس اسني بمراكش، والتي توصلت عمليات البحث والتحقيق فيها إلى ضلوع جزائريين فيها بتخطيط من المخابرات الجزائرية، أما موضوع الاستفتاء لتقرير المصير، فقد أفسده الكابرانات بتزوير أصول الجماعات التي سوف تخضع للاستفتاء، حيث استقدموا مرتزقة من هنا وهناك، وبعد أن كان الإحصاء الأممي لساكنة المنطقة في عدد معين وكان ضئيلا بات بين عشية وضحاها بمئات الآلاف كلهم في مخيمات تندوف، وهذا أمر ليس بالسهل تمريره على الملك الحسن الثاني رحمه الله، والذي كان اقترح أصلا موضوع تقرير المصير وتراجع عنه عندما تبينت له خديعة الكابرانات، فتحول لحل الحكم الذاتي والذي يلاقي الٱنشبه إجماع دولي حوله، والواقع عموما اليوم أن موضوع الصحراء بات منتهى ومن الماضي، وأن الصحراء المغربية في مغربها تتمتع بالإعمار والنماء والبناء، والمغرب والمغاربة في صحراءهم ينعمون بخيراتها بغض النظر عن اعتراف هذه الدولة أو تلك، على العموم نحن مرتاحون لقطع العلاقات؛ ونتمنى أن يكون النظام الجزائري بهذا القرار قد ارتاح هو ايضا، وأن ينسوا بذلك أن هناك بلدا جارا إسمه المغرب وأن ينكبوا على معالجة مختلف الأزمات الداخلية الخطيرة عندهم...
 عبد الصمد فلكي، أستاذ زائر/ كلية الحقوق الرباط