الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

منى سالم الجبوري: تداعيات محاکمة السويد

منى سالم الجبوري: تداعيات محاکمة السويد منى سالم الجبوري
لئن يبذل القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أقصى مابوسعهم من أجل کبح جماحهم وضبط أنفسهم أمام المحاکمة التي تجري في السويد للمسٶول الايراني السابق، حميد نوري بتهمة مشارکته في إرتکاب مجزرة عام 1988، التي أبيد خلالها الآلاف من السجناء السياسيين، غير إنه لايبدو هناك مايمکن أن يٶکد على نجاح هذا المسعى حيث إن هذه المحاکمة وبما تثيره من تأثيرات وتداعيات مختلفة وما تناله من إهتمام غير مسبوق من جانب الجالية الايرانية المقيمة في بلدان العالم عموما والسويد خصوصا وکذلك تسليط الاوساط السياسية والاعلامية الدولية الاضواء عليها، ستجبر في نهاية المطاف المسٶولين في طهران على الخروج من صمتهم هذا وتوضيح موقفهم.
التظاهرة الضخمة التي قام بها آلاف الايرانيين في السويد في الذکرى ال33 لمجزرة عام 1988، والتي دعوا فيها لمحاسبة قادة النظام الإيراني، وخاصة خامنئي ورئيسي، عن الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، لقيت أصدائا وإنعکاسات واسعة في وسائل الاعلام الدولية عموما والسويدية منها خصوصا، وقد جاءت أهمية تلك التظاهرة الکبيرة التي شارك فيها برلمانيون سويديون من مختلف الأحزاب السياسية وكذلك شخصيات أمريكية وأوروبية شخصيا أو عبر الانترنت، في الوقت الذي يحاكم فيه حميد نوري أحد منفذي مجزرة عام 1988 في ستوكهولم. الى جانب إن هناك نشاطات مماثلة للجالية الايرانية في مختلف دول العالم بنفس السياق، ولاريب من إن القضية لن تقف عند هذا الحد بل إنها ستستمر وتتوسع أکثر ولاسيما وإن محاکمة حمويد نوري بمثابة فرصة کان يحلم بها الشعب الايراني عموما وأهالي وأقارب وذوي آلاف الضحايا في تلك المجزرة المروعة من أجل طرح هذه الجريمة وقوننتها أمام المجتمع الدولي في سبيل محاکمة الضالعين فيها.
تداعيات محاکمـة السويد لن تکون أبدا کآثار وتداعيات محاکمة الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي في بلجيکا والذي کان يقوم عصابة إرهابية من أجل القيام بتفجير التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية، بل إن هذه المحاکمة ستکون مختلفة تماما خصوصا وإن أبرز متهم فيها هو ابراهيم رئيسي، رئيس النظام الايراني الذي کان عضوا في لجنة الموت التي أشرفت على تنفيذ تلك المجزرة التي تعتبر وفق کل المعايير جريمة ضد الانسانية، وإن محاکمة حميد نوري وکما تراها وتعتقد الجالية الايرانية، ليست إلا بداية لطرح وإثارة وتفعيل هذه القضية التي طالما بذل النظام الايراني کل مابوسعه من أجل التستر والتغطية عليها، ومن دون شك فإن الامور هذه المرة لاتجري أبدا کما يشتهي ويريد النظام الايراني.
 
منى سالم الجبوري، کاتبة عراقية