الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

لحسن زهور: القيم الأمازيغية ودورها في التقدم الحالي للمغرب

لحسن زهور: القيم الأمازيغية ودورها في التقدم الحالي للمغرب لحسن زهور
من خصائص الثقافة الأمازيغية أنها تربي في الإنسان الأمازيغي أن يعمل بصمت وبجد وإخلاص دون ضجيج، ويمقت كثرة المدح، فالأمازيغي كلامه هو العمل، فالمثل الأمازيغي يقول في هذا الشأن: ليلاها إلا الله كا سمو تالين ميدان.
فعندما تلقى يوسف بن تاشفين رسالة ألفونسو الطويلة يهددها فيها أن اجتاز إلى الأندلس، أجابه بعبارة واحدة الجواب ما تراه بعينك لا ما تسمعه. وعندما استقبل بن تاشفين تهاني المهنئين بعد انتصاره في الزلاقة، مدحه الكثير من الشعراء، ومنهم من مدحه بالعربية، وعندما سئل هل يفهم ما يقوله هؤلاء (لأنه لا يجيد كثيرا العربية) أجاب: نعم اعرف ما يريدون: المال.
في زمننا الحالي، إندرث الكثير من عناصر الثقافة الأمازيغية التي كانت تميز المغاربة بسبب انسلاخهم عن هويتهم، ورأينا النتيجة وعشناها. لكن مع بداية استرجاع المغرب لعقليته ولثقافته الأمازيغية في الألفية الثالثة (متمثلة في العمل بصمت، والابتعاد عن البهرجة، والاحساس بالهوية الوطنية والدفاع عن الارض.) بدأنا نرى تطبيق بعضا من هذه القيم في القرارات الهامة التي تمس البلد، وأعطت نتائجها في الانتصارات التي يحققها البلد حاليا (العمل بصمت دون بهرجة، والابتعاد عن المدح الزائف...).
فالقيم العريقة لكل شعب إذا تمسك بها تصبح نورا ينير له طريق التقدم والنمو، ولنا في الصين وكوريا واليابان مثالا في دور القيم في التنمية والتقدم. فالقيم الكونفوشيوسية ساهمت في تقدم الصين الذي نراه حاليا.