الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عزيز لعويسي: انتهى الكلام يا عسكر السوء!

عزيز لعويسي: انتهى الكلام يا عسكر السوء! عزيز لعويسي

خاطبهم الملك محمد السادس بلغة اليد الممدودة، آمـلا في أن يلعنوا الشيطان ويعودوا إلى جـادة الصواب، مستحضرين المصالح العليا المشتركة التي لا يمكن أن تصمد أمامها أية  مصالح أو اعتبارات أخرى مهما عظم شأنها، وخاطبوه بلغـة العبث والاتهـام والـتيئـيس والتشكيك.. خاطبهم الملك من باب العقل والحكمة والتبصر، فـردوا عليه  بجـبن وغبـاء، بصد الباب بأيـاد عنيـدة معبرة عن واقــع حال عقليات حجرية بات المغرب  كابوسها المزعج  في الحركات والسكنات.. خاطبهم الملك بمفاهيم الأمل والسلام والتعاون والوحدة والاستقرار والعيش المشترك، فردوا عليه بمصطلحات اليـأس والعناد والحقـد والعداء الخالد، وبقطع آخر الجسور التي كان يعول عليهـا، للربط بين شعبين جارين شقيقين يتقاسمـان التاريخ والجغرافيا والدين والعروبة والثقافة والمصير المشترك.

 

بعد الخطاب الملكي أكثر أعداء السـوء من الخرجات الفاقدة للبوصلـة، التي ظلـت على العهد، وفية كل الوفــاء لعقيدة العداء الخالد للمغرب، بشكل  يقوي الإحساس أن هذا المغرب الجار، بـات ليس فقط، يشكل كابوسا وهاجسا لمن يتحكم في أزرار السياسة الجزائرية من العسكر، بـل وذاك العـدو الكلاسيكي الذي تعلق عليـه كل الخطايا والزلات والإخفاقات، وتلك القنـاة الميسـرة التي تتيح فــرص تصريف المشاكل والأزمات الداخلية، وتساهـم فـي إخضاع الشعب إلى المزيـد من التسلط والإخضـاع والتركيـع، وآخـر هذه الخرجات أو "الشطحات" على الأصـح، ما صدر عن المجلـس الأعلى للأمـن من تصريحات أو أكاذيب غايـة في الحقد والعداء، تقــرر من خلالها ما تمت تسميته بإعـادة النظـر في العلاقات مـع المغــرب، بسبب  أكذوبـة "الأفعـال العدائيـة  للمغرب"، بعد أن وجهت إليه أصابــع الاتهام بالتورط في الحرائـق  التي شهدتها عدة مناطـق من الجزائــر، وهـي تصريحات "نسوانيـة" فاقـدة لأبسط  ضوابـط العقل والحكمة والتبصر، الـرد عليها لـن يكـون إلا دخــولا في إطـار من الـعبث والانحطـاط والتواضــع، ولا يسعنا إلا القــول "انتهـى الكــلام".

 

ومــرة أخرى نؤكد أن المغرب كان صائبـا، لمـا راهـن برؤيــة متبصـرة على العمق الإفريقي وبنـى جسـور الأخوة والصداقة والتعــاون مع  الأشقـاء في الخليج والأصدقاء الأفارقة، كما كان محقـا، وهـو يتخطى سكة القطار المغاربي المعطل، ويوســع من شبكـة الشراكات الاقتصادية والعلاقات الاستراتيجية، لأنــه اقتنـع منذ سنوات أن  نظـام العسكر "ميـؤوس منــه"، ولا يمكن إطلاقا الوثـوق بــه أو الرهان عليه، ولــم تكن اليـد الممدودة  التي أطلقت بجـرأة بمناسبة  خطاب العــرش، إلا بصيص أمل في عتمـة اليـأس والعــداء الخالد، ومع ذلك كـانت هناك إرادة في الرهان عليها، من باب الأخـوة والعروبـة وحسن الجــوار والمصالح العليا المشتركة بين البلدين، لكن عداء العسكر أقوى وحقدهم أعمـى وعبثهم بلغ مـداه وافـتراؤهـم وصل منتهـاه، وليــس من خيــار، سـوى طي صفحة الأعداء الحاقدين، أو لنقـل صفحة "الصهاينة" الحقيقيين، الذيــن لا يعترفـــون لابدين ولا بملـة ولا أخـوة ولا حسن جـوار ولا تعاون مشترك ولا أمن ولا سـلام، ويسعـون ما استطاعوا إلى التفرقـة والشتـات والفتنـة والخــراب والهــلاك، والاستمرار في معركة البنـاء والتشييـد، والرهان على توثيق جسـور التعاون مع الأشقـاء والأصدقاء في إطـار علاقات منفعة متبـادلة وفـق مبـدأ "رابح/رابح"، في ظل دبلوماسية مغربيـة ناجعـة ومتبصـرة تشكل الوحـدة الترابيـة للمملكة "خيطها الناظـم".

 

فهذا نهجنـا وهذا عالمنـا... لنا عالمنا ولهـم عالمهم.. انتهـى الكــلام.