الثلاثاء 16 إبريل 2024
كتاب الرأي

مصطفى العراقي: دعوهم في " مغربفوبياهم" يعمهون ..سيغرقون

مصطفى العراقي: دعوهم في " مغربفوبياهم" يعمهون ..سيغرقون مصطفى العراقي

لم تتعب المؤسسة العسكرية الجزائرية ولعدة عقود من ترديد نفس الاسطوانة ونفس الخطاب بأن مشاكل البلاد كل مشاكلها سببها المغرب. ويبدو أن هذه المؤسسة اكتشفت مقولة النازي جوزيف غوبلز المتمثلة في اكذب تم اكذب حتى يصدقك الناس. لكن الجزائريين وفي كل مرة وفي كل عقد منذ استقلال الجزائر كانوا يكتبون بلغة الواقع الرد على العسكر وعلى الرؤساء الذين نصبهم طيلة خمسة عقود ونصف ..مؤكدين أن مشاكل الجزائر هم الجنرالات الذين يجثمون على صدرها وينهبون خيراتها ويعيثون في دواليب الدولة فسادا ...

اليوم وأكثر من أي ولاية رئاسية مضت يبدو أن المؤسسة العسكرية تحتل أكبر عدد من غرف قصر المرادية وربما تتواجد حتى في غرفة نوم الرئيس الحالي تلزمه بأن يضع نظارات لا ترى سوى المغرب كمشجب لما تعرفه الجزائر من حراك وحرائق وانهيار الدينار وتراجع عائدات المحروقات والارتفاع الفظيع للاسعار وفقدان الثقة في مؤسسات الدولة من رئاسة وبرلمان ودستور. وأعتقد أن هذا الهوس بالمغرب أو لنقل "مغربفوبيا " المؤسسة العسكرية الجزائرية مرده ثلاثة أسباب:

الأول هو أن السلطات الجزائرية تكتشف يوما بعد يوم مدى اتساع الهوة بينها وبين بلادنا في المجالات الاقتصادية والبنيوية في المشاريع المهيكلة وفي التواجد الافريقي. في وفرة المواد الاساسية وفي تنوعها ... نعم هناك مشاكل اجتماعية قطاعية بالمغرب لكن ليس بنفس المستوى والظاهر للعيان لدى جارتنا الشرقية.

الثاني أن رهاناتها فيما يتعلق بقضية الصحراء فشلت. فبعد اربعة عقود ونصف من استرجاعنا لصحرائنا هناك نخب محلية تدبر الشأن العام وتطور عمراني غير ملامح ما ورثه المغرب عن الاستعمار الاسباني. هناك فك العزلة عن الساقية الحمراء وواد الذهب برا وجوا وبحرا...وهناك جدران أمنية تمتد مئات الكلمترات ترابض بها القوات المسلحة الملكية لحماية الوحدة الترابية …

الثالث هو حجم الفساد الذي استشرى في المشاريع والصفقات الجزائرية حيث تم نهب أكثر من ألفي مليار دولار في عقدين من الزمن. وقد اختارت المؤسسة العسكرية والرئيس الذي نصبته أن تقوم بعمليات تصفية حسابات كي يحتل الجيل الجديد من الجنرالات مكانة في مواقع النهب واحتكار الاستيراد والاشراف على المؤسسات الاستراتيجية وحيازة نسب من الصفقات العمومية...

إن هذه المغربفوبيا موجهة بالاساس الى داخل الجزائر بحثا عن تحويل الانظارعن هذه السلاسل الجبلية من المشاكل التي تتراكم سنة بعد سنة رئاسة بعد رئاسة...وقد أبرزت شعارات الحراك الذي انطلق في فبراير 2019المطلب الرئيسي والاساسي وهو مطلب سيظل قائما : رحيل النظام وبناء دولة مدنية مستقلة عن المؤسسة العسكرية.

هذه ال" مغربفوبيا"  تبحث عن استدراج المغرب الى ردود فعل تنسجم ومخططها .. من رأيي أن تظل يد بلادنا ممدودة منسجمة مع ما ورد في الخطاب الملكي لعيد العرش.. علينا أن لا نبحث عن القطيعة كما يبحث عنها النظام الجزائري ومؤسسته العسكرية ..سينطق قصر المرادية بالنيابة عن هذه المؤسسة أن الرباط هي التي أحرقت جمال بن اسماعيل وأن حرائق الولايات حدثت بعود ثقاب مغربي . وأن الحراك له قيادة ببلادنا تتحكم في شعاراته ومساراته ومطالبه... كل هذا وغيره سيعتمده النظام الجزائري كتوابل  لتبرير ضعفه وعدم شرعيته التي نطقت بها صناديق الاقتراع في أكثر من مناسبة...

إن شنقريحة وتبون في ورطة فلا ترموا لهما طوق نجاة برد فعل أو مرافعة تجيب على مايسمونه مجلس الامن أو ما تبثه وسائل اعلامهم التي يترأس هيآت تحريرها جنرلات..الشعب الجزائري هو الذي سيرد الرد المناسب وفي اللحظة المناسبة: اكذب تم اكذب حتى ينهار نظام المؤسسة العسكرية.