الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

يونس التايب: رسالة إلى "المعلق الرياضي" الرديء المتدرج في الخبث

يونس التايب: رسالة إلى "المعلق الرياضي" الرديء المتدرج في الخبث يونس التايب
سلام من الله على من يسعى للإخاء ونشر المحبة، ولا سلام على من يتآمر ويحقد ويتطاول على وطني وملكي وشعبي المغربي الأصيل.
أيها "المعلق الرياضي" الرديء المتدرج في الخبث ...
أكتب لك تفاعلا مع ما تقترفه من سقطات لا أخلاقية في حق بلادي، عبر تدوينات بئيسة تنشرها. وعباراتي ستكون قوية على قدر ما في كلامك من خبث.
أكتب لك و أنا على يقين أنك لا تستحق هذا الجهد، لأنك مجرد كركوز (من الكراكيز!!)، و "ناقل الكلام"، أو "ناطق باسم سيده"، أو كما نقول عندنا بالدارجة المغربية "كاري حنكو" أو "مسخر"، و الأولى أن يكون الكلام مع أسيادك لا معك. أكتب لك بعد أن صادفت تدوينة على حسابك في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ليوم 13 غشت على الساعة الثالثة وأربعة عشر دقيقة، ضمنتها حقدك على المملكة المغربية، وكثيرا من قلة الحياء وسوء الأدب، ليتأكد أنك تتقن تجسيد خصال السوء، تماما كما تجسد الرداءة وأنت تعلق على مباريات كرة القدم، بصوتك المنفر وجملك المثقوبة.
أول تجليات قلة الحياء وسوء الأدب، أنك بدأت تدوينتك باستعمال صيغة المبني للمجهول في عبارة "كان عليه"، ثم أنهيت كلامك بجملة النفاق المعهود في زارعي الفتنة، حين قلت "طبعا هنا، لا أتحدث عن الشعب المغربي الذي يبقى على العين والراس". وهنا لا بد أن أنبهك، ولو أن الأغبياء ومتعمدي الوقاحة ليسوا أهلا للتذكير بفضائل الأخلاق، أن من تقصده في عبارة "كان عليه"، ظاهر غير مستتر ومعلوم غير مجهول، وكان الأولى أن تشير إليه بصيغة التعريف بما يستحقه من توقير وإجلال لمقامه الشريف المبجل عند كل شعوب العالم، وأن تلتزم الأدب في حديثك عن الكبار، لأنك تعرف جيدا قدر جلالته وجهوده لحماية مصالح الأمة المغربية التي هو ملكها وتاج رأس أبنائها، يحملون له من الحب على قدر ما يحملونه لجلالته من بيعة وولاء.
وكونك، يا أيها المعلق الرياضي الرديء، نكرة لا تنتسب لشرفاء الجزائر ولا لعلمائها، ولا أنت سليل أسر جزائرية عريقة امتزج دم أجدادها مع دماء أجدادنا في معارك العزة ضد الاستعمار، لا يشفع لك ولا يبرر أن تكون جاهلا بدلالات العراقة التاريخية لملوك المغرب، وجاهلا بدلالات قيمة امتداد النسب الشريف لملكنا، وصولا إلى صاحب الروضة الشريفة صلى الله عليه وسلم، وابنته الزهراء والسبطين الحسن والحسين، كرم الله وجوههم ورضي عنهم أجمعين، وآدام على أبناء الأمة المغربية بركة آل البيت الطاهرين إلى يوم الدين. لذلك، كان عليك أن تتأدب وتستقيم أيها الأرعن.
أيها "المعلق الرياضي" الرديء المتدرج في الخبث ...
ردا على نفاقك في حق شعبنا، ليكن في علمك أننا لا نرضى أن تجعلنا "على رأسك"، لأن رأسك هوة سحيقة مليئة بالحقد والمكر، لا عقل فيها ولا منطق. وشعبنا لا يرضى أن يكون "على عينك"، لأن عينك ترى البؤس ولا تبصر النور ولا تهدي السبيل. ولو كنت ممن يبصرون لرأيت ما ينبع من نور من قلوب أبناء الشعب المغربي وقيادته الحكيمة، ولافتخرت أنه في ظل المشاكل التي تعرفها دول المنطقة، يوجد شعب مغاربي يناضل من أجل إصلاح أحوال وطنه بحكمة وتبصر، ويدبر اختلافاته و مشاكله بحرية و ديمقراطية، ويزيل العوائق التي تقف في طرق تنمية بلاده، في إطار مؤسسات دولته، و يتقدم كل يوم أكثر بشكل استثنائي في المنطقة، يجعله يستحق التنويه.
أما بشأن ما جاء في متن تدوينتك، فما أود توضيحه لك هو كالتالي:
1- قولك بـ "عرض المساعدة على شعب القبايل"، يؤكد أن أخلاق التآمر تسكنك و تجعلك لا تعي الأعراف الديبلوماسية التي تلزم الاتصال بالدول عبر قنواتها الرسمية، عند تقديم دعم أو مساعدة. والمملكة المغربية فعلت ذلك دائما، عبر توجيه الخطاب لرئيس الدولة الجزائرية و لم تسلك طريق التآمر ضده و ضد وحدة تراب بلاده. لكن، يبدو أنك و من هم على شاكلتك، لا تعرفون منطق الدولة، و تفضلون منطق الانفصال و التعاطي مع العصابات و التحريض و التآمر.
2-بخصوص قولك عن "الدعوة لاستقلاله في الأمم المتحدة"، وأنت تقصد هنا الشعب القبايلي، فادعاءك غير صحيح. ويبدو أنك لا تريد أن تفهم ماذا جرى بالضبط. لذلك، أذكرك أن السيد عمر هلال، سفير المملكة المغربية بالأمم المتحدة، لم يطالب باستقلال أي منطقة في الجزائر، لا منطقة القبايل ولا غيرها. بل اكتفى بتنبيه ممثل الجزائر في اجتماع منظمة عدم الانحياز بجنيف، بأن ترديد الحديث عن "حق تقرير المصير" في موضوع الصحراء المغربية، يجب أن يدفع الجزائر إلى أن تكون منسجمة مع نفسها وتطبق نفس المبدأ، إذا كان لديها من يطالب بذلك الحق داخليا. والحالة هذه، لديكم فئة تعتبر نفسها مستحقة للتميز، وربما الاستقلال عن الدولة الجزائرية التي لا تعتبر أنها تمثلها. و هذا، ليس رأي المغرب و ليست قضيتنا. نحن فقط شرحنا لممثلكم في اجتماع جنيف ألا يكثر من اجترار كلام قد يؤذيكم أولا، بمقتضى منطق الأشياء، والانسجام في السياسة.
3-تعبيرك بالقول "حليف الصهيونية"، هو قلة حياء ودناءة أخلاقية من معلق رياضي رديء، تحول إلى محلل سياسي غبي لا يفقه شيئا في الديبلوماسية والسياسة العالمية. لذلك، لن أشرح ولن أبين لك سياق الأمور وحيثياتها؛ ولن أستفزك بالحديث عن علاقات دول أخرى، تقتات أنت لديها، مع دولة إسرائيل؛ ولن أشرح لك طبيعة العلاقة الخاصة بين المغاربة المسلمين وملايين اليهود من أصول مغربية يعيشون عبر العالم، لم ينسوا انتماءهم لبلادهم المغرب ولا نريدهم أن ينسوه، ونرحب بهم كي يأتوا متى شاؤوا ليزوروا مسقط رأسهم وقبور آبائهم، ويتجولوا في مدن وأحياء ترعرعوا فيها.
لن أشرح لك، لأنك لا تريد إلا تزييف الوقائع ونفث سمومك. فقط أجبني: ماذا فعلت أنت ودولتك للقضية الفلسطينية سوى نشر التدوينات الإنشائية واستغلال نضالات الشعب الفلسطيني سياسويا للظهور بمظهر الدولة "الثورية المناضلة" كذبا وزورا؟ أم أذكرك بقصة المجلس الوطني الفلسطيني في العاصمة الجزائر، وما كان فيه من تدخل لتحويل بوصلة النضال من الدفاع عن القدس إلى الترويج لعصابة الانفصال الصحراوي بشكل سفيه؟
طيب، ها هو الاتحاد الإفريقي قد منح إسرائيل صفة مراقب وستحضر أشغال دورات الاتحاد و تساهم في ديناميكيته في حدود ما تمنحه هذه الصفة. فمتى سنرى تفعيلكم ل "نضاليتكم" بالانسحاب من الاتحاد الإفريقي، أنتم وصنيعتكم جبهة العار أو الدولة الوهمية؟ هيا انسحبوا بسرعة من الاتحاد الإفريقي، كي تتنفس إفريقيا السلام والتنمية والتعاون الحقيقي المبني على التآخي والتضامن، لا على التحريض والكيد للمغرب.
4-اعتقادك أننا تهكمنا عليكم، دليل على سوء النية التي تسكنك. نحن، تألمنا بصدق لرؤية المصائب تنزل ببلادكم، بدءا بمشاكل نقص مواد التموين من زيت، وحليب، ثم نقص الماء الشروب، وغياب الأوكسجين وغرف الإنعاش لمرضى كوفيد، وصولا إلى الحرائق التي اندلعت ولم تستطع إمكانيات المواطنين العزل التغلب عليها. لذلك، اقترحنا تقديم المساعدة لكم، حتى لا تضطروا لاستجداء طائرات الإطفاء من دول أوروبية بعيدة. لكنكم رفضتم، ولكم ذلك.
وعلى أية حال، لازالت الطائرتان التي أمر جلالة الملك أن نضعها رهن إشارة الأشقاء، مستعدة للانطلاق والمساهمة في وقف إزهاق أرواح أبناء الشعب الجزائري الشرفاء المحاصرين بالنيران.
أيها "المعلق الرياضي" الرديء المتدرج في الخبث ...
أخذت مني وقتا أكثر مما تستحقه. لذلك، سأقف عند هذا الحد، وأتركك وقلبك المقهور بالحسد والكيد لوطننا المغرب الذي يحيى منذ 4000 سنة، بملوكه و سلاطينه وجيوشه ومفكريه ومبدعيه وعلمائه ومهندسيه، وأجياله المتعاقبة من النساء و الرجال الأحرار، الذين بنوا وشيدوا الإمبراطوريات المجيدة، إلى أن أتى زمن نشأت فيه دول ما بعد الاستعمار، وظهرت الكراكيز، وطفوت على السطح بركاكتك في النطق وفي اللغة، لتكون بوقا للسوء والكذب والتطاول بما يمليه عليك من يتصل بك كل ليلة، ليعطيك التوجيهات الجديدة من ولي نعمتك وجنرالك (ت.م)، الذي يريدك أن تستغل صورتك "من هناك" لترويج الكذب ضد "المروك"، ضمن مخطط صناعة وهم "العدو المغربي" الذي تروجها آلة البروباجندا الجزائرية لتحويل أنظار الرأي العام الداخلي عن حقيقة المشاكل المتراكمة، وقرب انهيار اقتصاد البلاد بسبب فساد الطبقة الحاكمة، وسوء تدبير ثروات الجزائر في صفقات شراء السلاح، وتمويل عصابة الإرهاب الانفصالي ضد المغرب.
أختم كلامي معك أيها الرديء الفج الأرعن ... ولا تحية لمن كان في قلبه ذرة حقد وتآمر على وطني الغالي، وملكي الحكيم والوطني، وشعبي الأصيل.