الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد فردوس: قالوا زمان.. "اَلِّلي عَضُّو لَحْنَشْ مَنْ لَحْبَلْ يَخَافْ" هَا وَذْنِي مَنْكُمْ

أحمد فردوس: قالوا زمان.. "اَلِّلي عَضُّو لَحْنَشْ مَنْ لَحْبَلْ يَخَافْ" هَا وَذْنِي مَنْكُمْ أحمد فردوس

في ثقافة تامغربيت: "مْيَاتْ تَخْمِيمَةْ أُو تَخْمِيمَةْ وَلَّا ضَرْبَةْ بِلَمْقَصْ"

لا نريد التشهير بأي أحد ولا الإساءة لأي أحد، لكن لابد من بعث رسائل مشفرة لمن يهمه الأمر من خلال استحضار أمثالنا الشعبية المليئة بالحكم والعبر في زمن اختلطت فيه رموز الأحزاب الحيوانية والميكانيكية والنباتية، وتشابه فيه البقر في حضيرة الانتخابات، التي نحيل وصفها على حضيرة الخنازير كما قال الشاعر مظفر النواب.

 

لم تعد رسائل الكتابة الصحفية المباشرة تجدي نفعا مع عصابة الانتهازيين والوصوليين واضعي قبعة شعارات التغيير، الذين يستغلون محطة استحقاقات 2021، للعودة والرجوع إلى المشهد السياسي عبر صناديق الاقتراع، بعد أن تبرأوا من أحزابهم وغيروا معاطفهم، مستعملين كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، حيث لجأنا إلى استنطاق أمثالنا الشعبية لعلنا نسلط الضوء قليلا على ممارساتهم المشبوهة. لذلك فكل تشابه في "شخصيات" مشهدنا "الانتخابي"، السياسوي هي محض الصدفة، بعد أن فرضتها ثقافتنا الشعبية ونحن نستعيد مضمونها الواقعي في زمن كورونا اللعين.

 

ـ "اَلطْرِيقْ طْوِيلَةْ وَالَبَغْلَةْ مَشَّايَةْ"، هو مثل من الأمثال الشعبية البليغة التي يوظفها المواطن المغربي البسيط حين يصعب عليه تحقيق أمانيه وتطلعاته الإجتماعية في تغيير معالم حياته نحو الأفضل والأجود لضمان حقوقه المشروعة، ويكتشف على حين غرة أنه لا يجني من الوعود الإنتخابية سوى السراب "غِيرْ تَابَعْ اَلضْبَابَةْ هَاوْ يْغَمَّسْ". ومع ذلك لا ننسى معنى المثل القائل: "دْوَامْ اَلْحَالْ مَنْ اَلْمُحَالْ".

 

ـ "اَلِّلي فْرَاسْ اَلجْمَلْ فِرَاسْ اَلجَّمَالْ"، مثل وليد تجارب الحياة، من الكلام المأثور الذي يترجم أن كل مقالب و "لَقَوَالَبْ" التي يستعملها لصوص الآمال والأحلام لتحقيق أهدافهم الدنيئة التي أضحت معلومة ومفضوحة، ولم تعد تنطلي حيلها القديمة على الإنسان الضعيف الذي وصفوه بـ "اَلدَّمْدُومَةْ" مقابل نعث اللص بـ "اَلْعَايْقْ قَاضِي اَلْغَرَاضْ". مما أنتج المثل التالي: "دَخَّلْنَاهُمْ يْشُرْبُوا اَلرَّايْبْ قَالُوا حَقْنَا فِي اَلزْرَايْبْ".

 

ـ "اَلْمَحْلُوبَةْ حْلِيبْ وَاَلْمَعْصُورَةْ دَمْ"، من الأمثال التي تعكس خيارات القوة والضعف لاستغلال سذاجة الإنسان وتسخيره لإرادة الغير دون رضاه، خصوصا في زمن تغلغل مفسدي العمليات الانتخابية لتحقيق مآربهم الخاصة، مما أنتج مثلا آخر يقول "لَفْقِيهْ اَلِّلي نَتْسَنَّاوْ شْفَاعْتُو دْخَلْ لِلجَّامَعْ بِبَلْغْتُو". بالإضافة إلى المثل الشائع الذي يفضحهم: "يَتْعَلْمُوا لَحْجَامَةْ فِي رُوسْ لِيتَامَةْ"، و "اَلِّلي مَا عَنْدُو فَلُوسْ كْلَامُو مَسُّوسْ".

 

ـ "رَاهْ رَاهْ وَاَلْغَوْتْ وْرَاهْ"، مثل مغربي يختزل صفات "اَلشَّفَّارْ" الذي يسرق آمال وأحلام الإنسان في تغيير أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، وسرقته بالقوة والنفوذ مقدرات وإمكانيات المجال والإنسان، حيث أصبحنا نردد متأسفين بعد اكتشاف الفضيحة مثل آخر يقول: "قَالْ لِيكْ شْمَتَّكْ، قَالْ لِيهْ عْرَفْتَكْ".

 

ـ "خُبْزِي تَحْتْ بَاطِي مَسَاقْ حَدْ عْيَاطِي"، دليل على خيانة الأمانة واحتكار كراسي المسؤولية مِنْ طرف مَنْ وَضَعْتَ فيهم ثقتك وسلمتهم قدرك أيها المواطن البسيط، وقاموا بنهب الثروة من كنوز وخيرات البر والبحر والسماء فكانت النتيجة أنهم فعلا أفرغوا جيوبك المثقوبة أصلا: "جَمْعُوا حَبْ وَتْبَنْ" الله يرزق السلامة. فانطبق عليهم المثل القائل: "دَخَّلْنَاهُمْ يْشَرْبُوا اَلَّلبْنْ سَرْقُوا لِينَا لَغْنَمْ".

 

ـ "اَلِّلي دَارْهَا بِيدِيهْ يْفُكْهَا بِسَنِّيهْ"، مثل عميق المضمون يستفز ضمير المساهمين والمتعاونين مع رؤوس الفتنة، لصوص أحلام وآمال الشعب، الذين أغرقوا البلاد في الفساد بعد أن ألفت مؤخراتهم السمينة الجلوس على كراسي المسؤولية. رغم أن المثل القائل "وَرِّيهْ وَرِّيهْ وِإِلَا عْمَى سِيرْ أُو خَلِّيهْ"، يحدر من إعادة إنتاج نفس الكائنات الانتخابية التي جعلتنا نردد جميعا مثلنا الشعبي القائل: "اَلدَّارْ دَارْ بُونَا، وَعْبِيدْ بَّانَا طَرْدُونَا". أو مثلنا الشعبي "مَا قَدُّو فِيلْ زَادُوهْ فِيلَةْ".

 

المثل الأكثر معنى "إِيلَا رْخَصْ اَلشْعِيرْ تَغْلَى لَحْمِيرْ"، يجبرنا على طرح مضمون سؤال عميق في مثل آخر شديد المعنى: "لَا دْيَالْنَا بْقَا وَلَا وَجْهْنَا تْنَقَّا". حيث نلجأ للتخفيف من المعاناة إلى القول المأثور في الكثير من الأحيان: "اَللهْ يَرْحَمْ مَنْ زَارْ أَو خَفَّفْ". على اعتبار أن المغاربة يصرون على أن "اَلْمَكْسِي بِدْيَالْ اَلنَّاسْ عَرْيَانْ" و "اَلزْيَادْةَ مَنْ رَاسْ لَحْمَقْ".

 

"لَا تْسَرَّجْ حْتَّى تْلَجَّمْ، وَاعْقُدْ عُقْدَةْ صْحِيحَةْ، وَلَا تَتْكَلَّمْ حْتَّى تْخَمَّمْ، لَاتْعُودْ عْلِيكْ بِالَفْضِيحَةْ"، حيث يحيلنا هذا المثل اَلضَّاجْ بالمعاني وتجارب الحياة، على كل من يتقمص دور الفارس الذي وصفه المثل القائل "اَلِّلي شَفْتِيهْ رَاكَبْ عْلَى اَلْكَلْخَةْ قُولْ لِيهْ بَّارَكْ اَلْعَوْدْ". كتوصيف للإنتهازي والجبان الذي قال فيه مثل آخر "اَللهْ يْنَجِّيكْ مَنْ اَلْمَشْتَاقْ إِلَا دَاقْ، وَمَنْ اَلنَّاعَسْ إِلَا فَاقْ". في الوقت الذي ينطبق عليه مثل آخر يقول: "بَاشْ كْبَرْتِي يَا بَلَّارَجْ، تَاجَاكْ عَامْ اَلجْرَادْ". على اعتبار أن المعنى يحيل على صنف آخر من واضعي أقنعة العفة والطهارة والوقار حيث قال فيهم المثل المغربي المعروف: "لَبَسْ اَلسَّلْهَامْ وَاَلجَلَّابَةْ وَهُوَ قْلِيلْ لَفْهَامَةْ"، الذي يفضح سلوكاتهم الانتهازية التي يترجمها مضمون مثل آخر أكثر تعبيرا عن واقع الحال: "خْدَمْ يَا اَلتَّاعَسْ فِي سَعْدْ اَلنَّاعَسْ".

 

في الحقيقة "شَلَّا مَا يَتْقَالْ حْتَى اَلْلسَانْ ثَقَالْ" و"شَلَّا فِي ﯕَاشُوشِي مَا نْعَاوْدُوشِي"، فهمتي ولا لا. بعيدا عن قولة الزعيم الشهيرة "عَفَا اَللهُ عَمَّا سَلَفْ". وتوريث كراسي المسؤولية للأبناء والأصهار والحفدة والواصفين "تْبَعْ حَرْفَةْ بُوكْ لَا يْغَلْبُوكْ"..