الجمعة 19 إبريل 2024
رياضة

الاحتراف في الكرة.. بين المال والإضراب

الاحتراف في الكرة.. بين المال والإضراب

الاحتراف ليس بالمال، ولا بحجم الاماكانات المادية واللجوستيكية التي يتوفر عليها أي فريق في أي  دوري.. ولكن الاحتراف يكمن بشكل أساسي في العقليات.
 فأي تغيير في أي منظومة دون تغيير طريقة التفكير يجعل هذا التغيير مستحيلا. ولأن المناسبة شرط، فما وقع بالأمس خلال مباراة الرجاء و فريق روما الإيطالي يظهر بجلاء أن هناك فرقا شاسعا بين الاحتراف هناك والاحتراف هنا.
 فقد ظهر فريق روما  بأنه مستعد للموسم للكروي  بطريقة جيدة بقيادة المدرب مورينيو، في حين ظهرت الرجاء أنها فريق منهك بدنيا وذهتيا. فريق ليس مستعدا لمثل هذه المقابلات، التي وإن كانت حبية، فالتاريخ سجل أن فريق روما هزم الرجاء بحصة كبيرة، دون أن يسجل هذا التاريخ أسباب هذه الهزيمة وأن اللاعبين قبلها خاضوا إضرابا، لأنهم لم يتوصلوا بمستحقاتهم المالية.
قد يكون هناك خلاف في الرأي بين من يؤيد خطوة الإضراب  كوسيلة للضغط بالنسبة إلى اللاعبين وبين من يعارض ذلك، ولكن توقيت هذا الإضراب لم يكن صائبا، لسببين إثنين وهما أن الفريق كان مقبلا على مباراة عالمية مع فريق لها شهرة واسعة في عالم المستديرة، وهو فريق روما. والسبب الثاني يتجلى في كون الرجاء ينتظرها نهائي الأحلام هو كأس محمد السادس للأبطال العربية، وهو الكأس الذي يمكن أن يحل مجموعة من المشاكل المادية للفريق.
لقد كان على اللاعبيين أن ينتظروا قليلا قبل إعلان " العصيان" على الأقل حتى بتم إجراء مباراة النهائي، وآنداك يمكنهم أن يضربوا كما يريدون، لأن لا أحد يجادل في حقهم بالحصول على مستحقاتهم المالية.
الاحتراف أيضا يتطلب مكتبا مسيرا ضابطا لإيقاع الفريق.. مكتبا يفكر في حاجة الاعب قبل أن يفكر فيها الاعب بنفسه. مكتبا يجتهد للبحث عن موارد مالية لإنعاش خزينة الفريق.