الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عزيز لعويسي: عين على ميسي

عزيز لعويسي: عين على ميسي
رحل ليونيل ميسي عن برشلونة بعد سنوات طوال، حصد فيها ألقابا وسجل أهدافا وحطم أرقاما قياسية وأسر الملايين من الأشخاص عبر العالم، كما أسرها قبل عقود مواطنه الأسطورة الراحل مارادونا، إلى درجة أن البارصا باتت هي ميسي، وميسي بات هو البارصا .. رحل ميسي والرحيل قدر، تاركا الحسرة بادية على وجوه الملايين من معجبيه ومحبيه عبر العالم، الذين أحبوا البارصا وانصهروا في بحور هيامها وفاء لعشقه وإعجابه، والبعض بدأ مبكرا في قراءة الفنجان باحثا عن الفريق الذي سيحتضنه ، والبعض الآخر لم يجد من عزاء، سوى استطلاع الرأي عن اسم اللاعب الذي سيحمل رقم ميسي داخل البارصا، والبعض الثالث، قاده جنونه إلى حد معاتبة رئيس الفريق عن تخليه عن الدينامو ميسي الذي أعاد للبارصا عشاقها وكبريائها وشموخها، والبعض الرابع قاده عشقه إلى حد تتبع تفاصيل الحياة الخاصة للفتى الأشقر، بل ويحصي حجم خسائره وهو يرحل عن البارصا.
الكتابة عن ميسي، ليس بالضرورة أننا من عشاقه أو متتبعيه ولا حتى من جمهور البارصا، ولسنا معنيين بحجم ما حصده اللاعب من ألقاب وما سجله من أهداف خالدة ، لكننا معنيين بشكل خاص بالملايين من محبيه ومعجبيه عبر العالم ، وما أبدوه من حسرة وأسف واهتمام تجاوز الحدود بعد الإعلان عن خبـر مغادرته للبارصا، وفي هذا الإطار وبما أن للنجم الأرجنتيني شرائح عريضة من العاشقين والمتتبعين والمهتمين داخل المغـرب، نستغلها فرصة لنتمرد على الممكن واللاممكن ونــثــور على الواقع والافتراض، لنتساءل أسئلة مشروعة ، نحاول من خلالها إيجاد "توليفة" بين "حب ميسي" و"حب الوطن": كيف سيكون الوطن لو كنا نحبه ونتبارى في عشقه، كما يحب الكثير من الجمهور المغربي الظاهرة الكروية "ميسي" ؟ كيف سيكون الوطن، لو كنا نحرص على تفاصيله الصغيرة، كما يحرص العشاق على مستقبل ميسي وأبسط التفاصيل ذات الصلة بحياته الخاصة ؟ كيف سيكون الوطن، لو كنا نحظى بشرف مسؤولين حقيقيين قـادرين على نيل حب وتقديـر واحترام المواطنين كما يفعل الساحر ميسي؟ كيف سيكون الوطن، لو كنا نخدمه بصدق ومسؤولية ونكـران للذات ودون انتظـار العطـاء، كمـا هو الشأن بالنسبة لعشاق ومعجبي النجم البارصاوي الخالد؟ كيف ستكون الاستحقاقات الانتخابية، لو كنا نقبل عليها بحب ومسؤولية ومصداقية والتـزام، كما يفعل عشاق البارصا ونجمها الأشقر ميسي؟ كيف سيكون الوطن، لو كنا نتعلق بحب مفكرينا وروادنا وكفاءاتنا في الداخل والخارج، كما يتعلق المحبون بالموهبة الكروية ليونيـل؟ بل وكيف سيكون العالم، لو كنا نحب بعضنا البعـض، بنقـاء وصفاء بدون قيود ولا حدود؟