الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

صفية أكطاي: جائحة كورونا بين الخوف منها وطوق النجاة والعلاج

صفية أكطاي: جائحة كورونا بين الخوف منها وطوق النجاة والعلاج صفية أكطاي

مضى على استشراء هذا الوباء الفتاك أكثر من عام ونصف وما زال يستشري بعنف في كل أقطار العالم، ويعتبر الخوف منه أشد رعبا وتحكما في النفوس داخل الأسر. فبعض الأقرباء يتحدث جادا، والبعض ساخرا، يقول أو تقول، لمن يحترز منه داخل البيت ومع الأهل: "خائف(ة) من كورونا"... وكيف لا وهذا الوباء الوافد إلى عقر كل دار قد يحمل مليارات من (المتحورات) في قدميه وثيابه؟!... فمن واجب كل فرد من الأسرة أن يحتاط من غيره، ويخاف عليه منها... مما قتل حميمية اللقاء بكل بيت، وبجميع أنواعها سوى ما ظهر أو ما بطن منها، وهذه لنا عودة إليها.. وهنا نورد نموذجا واحدا لا يهتم به عامة الناس:

 

في بعض الأحيان، يستيقظ فرد من الأسرة وقد سمع صوت عزيز لأخ ودود وكريم لم يعد بالبيت منذ مدة، ويكون سواء ببيته المستقل أو مسافرا أو يعيش خارج البلاد، أو يسمع عن مرض صديق(ة) أو قريب من أقربائه اختطفهم المنون؛ ويتملك هذا الفرد خوف عارم يجعله يرتعش ويستغيث حتى يفقد الوعي ويجلس بجانبه رفيق الحياة أو أم أو أب، أو إخوة، فيحدثه(ا) هذا أو هذه أو ذاك، ليهدئ من روعه ويعيده إلى جادة الصواب.. فيعود أدراجه إلى فراشه لكنه يظل مع ذلك مكلوما... فيكبت خوفه ويتراكم هذا الخوف يوما بعد يوم؛ ويتحول الخوف هلعا مزمنا من الحياة تحت ضغط الخوف من الموت الذي يشعره أن ساعته آتية لا محالة ولا يعلمها لا هو ولا أي شخص آخر.. وإنها قدر محتوم لا ينجو منه أي كان... ولكن، عندما تصبح الموت هذه الراحة الأبدية من تعب الحياة مرضا، مزمنا يعاني منه الإنسان يوميا وفي كل لحظة فالأمر يختلف... فما هو العلاج؟

 

يرى المربون والمختصون أن أفضل علاج لشخص خائف من شيء مجهول كالموت هو قليل من اللطف:

فهذه صفة حميدة لمن حباهم الله بها؛ وبفضلها كان الأهل وخصوصا الأم تقول "باسم الله عليك" وتربت على كتف المرعوب.. وتضمه.... وفي زمن كورونا يمكن ذلك دون الضم إلى الصدر... فعبق (الكلمة الطيبة صدقة) وشفاء للروح المكلومة؛ خصوصا بالنسبة للشخص الذي يستيقظ خائفا.. وطبعا تلي هذه اللحظة مرحلة الشرح والتحليل والتعليل والمنطق...

وهكذا تستمر حصة اللطف/ البلسم حتى يستعيد الشخص المعني وعيه ويهدئ روعه ويتجاوز مرحلة الهلع والرعب...

 

- صفية أكطاي السباعي الشرقاوي، كاتبة