الأربعاء 30 أكتوبر 2024
كتاب الرأي

المتوكل الساحلي :الإحسان هو جودة العدل و الحد من الفوارق الطبقية وأسبابها

المتوكل الساحلي :الإحسان هو جودة العدل و الحد من الفوارق الطبقية وأسبابها

بعد متابعات المغاربة بالوطن والعالم لمقابلات الفريق الوطني المغربي إلى أن تأهل لروسيا 2018 مع ما واكب ذلك من استعداد والتفاف ودعم وخوف وترقب ويقظة وعمل وتضحيات، ثم حماس منقطع النظير لونه وطعمه وذوقه ونبضه مرجعه حب الوطن .لانرى مانعا في أن نحلم بشكل واقعي حيث تكون أحلامنا قابلة للتطبيق بأن ننظم و نخوض بطولات وطنية يتجند فيها الجميع  من أجل الانتصار والتأهل في مجالات  اجتماعية واقتصادية ومعرفية، لنكون ضمن الدول القائدة والرائدة عالميا على كل المستويات، فبطولة كأس العالم في كرة القدم منذ كانت  لاتتأهل لها كل الدول المتقدمة فقط، كما لاتقصى منها كل الدول الفقيرة أو المتخلفة أو السائرة في طريق النمو،  كما شاركت في إقصائيتها دول لها باع كبير في الديموقراطية، وأخرى خبيرة في الديكتاتورية.

"فلنتدرب"بجد  لنكون مهيئين  نفسياوبدنيا ومعرفيا، ممتلكينلتجاربوخبراتتؤديللانتصارات  لهزم الفقر والتسول والبطالة والأمية والحكرة، ولا يقبل منا أن  نجعل عملنا  ملهيا محبطا مضيعا للمالوالجهد والوقت حتى لانحصد  إلا الهزائم والانكسارات، ويصعبعلينا  التوقف  إلا  ونحن في ذيل كل ترتيب، أو في مرتبة غريبة كالمجتهد من الكسلاء الذي هو أولهم وإن كان محظوظا فسيكون آخر النجباء، فلنهزم في نفوسنا وعقولنا وفي الواقع مشاكلنا ومعضلاتنا وعقدنا بعلم وليس بجهل وتهور وتأويلات موغلة في التبرير وإلقاء  اللوم على  الآخر  .ذلك أننا نرى  البعض أصبح متخصصا في فتح كل المجالات " للعب مبتذل "   بالدين والإحسان والمال،في توظيف استغلالي بشع   لهموم الشعب والفقراء والأيتام والعاطلين،وتحولت مصالح الشعب ومتمنياته وطموحاته المشروعة  إلى ورقة معتمدة في المنافسات " السياسوية "بين  بعض "الساسة " وخاصة منهم المتسللون لكل ما له علاقة بالشأن العامبالسعي للتجييشلمصلحة منظمات وهيئات  بالداخل وأحيانا التخنذق وراء من يسعون من خارج الوطن لتكون لهم جيوب بها أتباع يناصرونهم سواء  كانوا في الشرق أو في شمال ذلك الشرق.فيتقمص البعض من أجل ذلك  دور الحمل والذئب، كما "تلعب" دور التقي الورع المحسنوالذي له حاجة  في نفس الوقت، ليكون الضحية أولا وأخير الوطن بالإساءة إلى  المواطن والمواطنةالذين تضرروا  إما من سياسات أوظروف مختلفة،  بإرادتهم أو بما  يتجاوز طاقاتهم، فاستأنس منهم كثير بأنواع "الصدقات"التي لاتحد من الفقر والهوان، بل  تكرس  البؤس   المعنوي والأخلاقي والإنساني، حتى تعود وتطبع وابتلي العديد من الناس بظاهرة التسول واقتناص كل فرص توزيع "الدعم" قل أو كثر .وأصبحوا مدمنين يحتاج المجتمع معهم إلى علاج قوي للحد  من  إدمان السعاية من جهة، وإدمان التخفي وراء مبادرات تنسب " للخير" حقا أو تعسفا  والتي  هي من  أكبر درجات الاختلال والظلم الذي يصورنا أمام كل الضمائر الحية بأننا نعشق الدونية والاحتقار  ونستأنس بهما.إننا بالبعض وهم ينظرون باسم الدين "للفقر"  وكأنهم يرون  العمل من أجل المحافظة على استمراره واتساع رقعته من أوجب الواجبات لتبقى الجنة مشرعة أمام " المحسنين" الذين يظن البعض منهم أن ضمانة دخولهم الجنة هي توزيعهم لدريهمات وكيلوغرامات من المواد الغذائية محسوبة على أصابع اليدين، باعتقادهم  أن أيديهم هي العليا وهي أفضل من السفلى، ولاحول ولا قوة الا بالله .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا يفتحُ عبدٌ بابَ مسألة إلا فتَح اللهُ عليه بابَ فقرٍ" . وقال " لو يعلَمون ما في المسألة ما مشى أحدٌ إلى أحدٍ يسأله شيئًا".

إن المجتمع موزع في مساكن من الهواء الطلق إلى "النوالة" والخيمة،إلى "البراكة" والسكن الإجتماعي، لاتستقيم أمورهم  ومصالحهم وحاجاتهم الضرورية إذا لم يكن بها - أي بالمساكن - معيل  ولا مسير، تتحول إلى خرابة ساكنوها فقراء يتأرجحون بين التشرد والضياع،   وعلمتناالتجارب أن المساكن الخربة التي بها من يرعاها ويهتم لأمرها وأمر من فيها تتحول إلى بيت حصين و فضاء رحب يستجيب لانتظارات  ساكنته والأهل والجيران.إن الانتصار على مشاكل وإكراهات الواقع الملموس لا تكون بالتعبير والوصف الجميل، وتصريف الوعود والأحلام وترتيب الفرضيات، إن الدعوة والاستجابة لمطلب أو الكف عن الضرب باليمنى لايعنى السماح بالضرب باليسرى أو بهما معا، كما أن المطالبة  بالكف عن إساءات معينة يعاني منها أشخاص أو فئات أو طبقات أو مناطق، لايعني القبول بتغيير يضع بدائل قد تصبح إساءات على المدى القريب أو المتوسط ..إنه  كما تكون غاياتنا تكون طرقنا، فإن كانت  غاياتنا غير منضبطة ولا محددة وغير واقعية وصعبة التحقق، تكون طرقنا حبلى بالمشاكل والأزمات  والإخفاقات.فلكي نربح رهان الديموقراطية و العدالة الاقتصاديةوالاجتماعية يجب القطع مع اعتماد وتعميم وانتشار الفوضى  والتلاعب ب "الاحسان" والحسم مع تخفي البعض ممن يستغلون الفقراء في الدنيا باسم الدين للسياسة  بإيهامهم أنهم  مع السماء  وليفوزوا هم بدرجات عليا بالجنة.

إن المفترض فينا هو امتلاك إرادة قوية وعمل رصين نحقق بهما تطوير حقول المعارف والعلوم وجعلها مجسدة في سلوكنا ومواقفنا وثقافتنا العامة، وليكن الإحسان بالإحسان بجعل طبقات  المجتمع متماسكة بروح المواطنة والتضامن والتآزر المؤسساتي بالحد من الفوارق الطبقية وأسبابهاإن نسبة هامة من الفقراء  هم  من ذوي الأجور الهزيلة  في قطاعات مختلفة أصبحت أحوالهم   تشبه ما كان يعرف بالسخرة أو العمل مقابل الأكل القليل  وستر العورة  واضطرارهم  اعتماد الزهد والتقشف للضرورة، كما أن أغلب مستويات معاشات التقاعد في عدة قطاعات هي كإكراميات البخلاء، وتطرح أكثر من علامة استفهام على وجودها في هذا القرن .

فلنعمل بجد لنهزم التخلف والتحجر والظلامية ، فمن يريد العمل السياسي النبيل ومن يسعى لدخول الجنة عليه أن  يبتعد  عن الممنوعات في لعبة كرة القدم على الأقل  من الالتجاء إلى  التسلل، واحتكار الكرة، وخرق قواعد اللعب الجماعي،  وتهميش بعض  اللاعبين الاكفاء، والابتعاد عن كل أنواع الغش بتصنع ضربات الجزاء ..الخ  .

فمن غشنا  في كل أمر فليس منا، ومن ينافق في الدين فأمره وأمر الناس إلى الله لكل منهم مستقره، وإن بقي فقربعد كل الجهود المبذولة والسياسات المرسومة  فلنعلم أن هناك اختلالات وأخطاء  في سياساتنا  و معيقات لم نستطع التغلب عليها،لكن المؤكد هو أنه بتخطيطنا  المحكم  وعملنا الصادق وجديتنا  سيتحقق المراد وسنتأهل حتما لنكون من ضمن الدول الرائدة عالميا.