الأربعاء 27 نوفمبر 2024
منوعات

آنا أسكاني: إيطاليا محور طبيعي للاتصال الرقمي البحري

آنا أسكاني: إيطاليا محور طبيعي للاتصال الرقمي البحري آنا أسكاني

اعتبرت أنا أسكاني، نائبة رئيس الحزب الديمقراطي الإيطالي ووكيلة وزارة التنمية الاقتصادية الإيطالية، أنه إذا كانت البيانات هي أغلى شيء يجب حمايته في القرن الحادي والعشرين حيث ذكرنا بذلك الهجوم الأخير على الأنظمة المعلوماتية في منطقة لاتسيو، فإن الكابلات البحرية تمثل "أهم الأصول الاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين".

 

جاء ذلك خلال تقديمها ندوة عبر الإنترنت بعنوان "شبكات الغواصات: البنية التحتية للاتصال العالمي" التي نظمتها وزارة التنمية الاقتصادية عشية مجموعة العشرين المكرسة للابتكار والتحول الرقمي حيث أطلقها وزير التنمية الاقتصادية الايطالي جيانكارلو جورجيتي أمس في تريستي.

 

وحضر الندوة من بين آخرين إليزابيتا رومانو، الرئيس التنفيذي لشركة سباركل، وجين ستويل من شبكات غواصات جوجل العالمية، وآلان بيستون، الرئيس التنفيذي لشبكات الغواصة ألكاتيل.

 

ويعمل حتى اليوم حوالي 900 ألف كيلومتر من الكابلات البحرية، ما نحو 22 مرة طول خط الاستواء. فيما تمر 97% من حركة الإنترنت و10،000 مليار دولار من المعاملات المالية عبر هذه الشبكات كل يوم.

 

من جهته، قال مانليو دي ستيفانو، وكيل وزارة الخارجية الإيطالية: "يكفي النظر إلى خريطة الكابلات لإدراك أن إيطاليا مركز مهم".

 

وفي قاع البحر الأبيض المتوسط جرى وضع وصلتي غواصات أساسيتين لتبادل الطاقة في المنطقة: بين سردينيا ولاتسيو، جرى افتتاح أطول خط كهرباء 1000 ميجاوات في العالم في عام 2011، وبين صقلية وكالابريا افتتح أطول اتصال تيار متردد في العالم في عام 2016.

 

كما أعلن الأسبوع الماضي عن التعاون بين سباركل، المشغل العالمي لمجموعة تيم، ولاعبين آخرين بما فيهم جوجل لتحقيق أنظمة بلو رامان للكابلات البحرية: فيما سيربط نظام بلو إيطاليا وفرنسا واليونان وإسرائيل، ونظام رامان الأردن والسعودية وجيبوتي وعمان والهند، وفقاً لموقع "ديكود 39" التابع لمجلة "فورميكي" الإيطالية.

 

ومن المتوقع تشغيل بلو رامان في عام 2024، بينما سيكون الجزء التيراني من بلو ميد نشطًا في عام 2022.

 

ويؤكد الكابل الذي يربط الهند بإيطاليا ويمر عبر إسرائيل ويتجنب مصر، المركزية الجديدة للبحر الأحمر، في اتصال يصور بشكل فعال مفترق الطرق أمام إيطاليا، الدولة الوحيدة من مجموعة السبعة التي وقعت مذكرة تفاهم مع بكين على طريق الحرير حيث يمكن أن يكون هناك اهتمام بمشاريع البنية التحتية والاستثمارات التي يعتزم الاتحاد الأوروبي تطويرها مع الولايات المتحدة والهند لتلبية مبادرة بكين.

 

وقالت أسكاني إن بلو رامان هي "مبادرة قيمة لبلدنا في كثير من النواحي"، فيما يضع "المشروع تميز تكنولوجي، التعزيز الاستراتيجي لإيطاليا كمحور طبيعي للاتصال الرقمي البحري الذي يتفرع من البحر الأبيض المتوسط، وتنويع أقسام الكابلات البحرية وما ينتج من تحسين في معايير السلامة مع الوصول لتعزيز عرض الخدمات للبلدان المضيفة لنقاط الرسو".

 

وكابلات الإنترنت البحرية على نفس أهمية خطوط أنابيب الغاز والنفط مثل مشروع نورد ستريم 2، وهي في قلب التنافس الجيوسياسي المتنامي بين الولايات المتحدة والصين في جوار الاتحاد الأوروبي.

 

وأشارت أسكاني إلى أن الاتحاد الأوروبي تبنى في السنوات الأخيرة ومازال ينفذ مسارًا معقدًا جداً من المبادرات لتحقيق القيادة الرقمية للقارة الأوروبية.

 

وكانت تشير إلى الاستراتيجية الأوروبية بشأن البيانات واللوائح الخاصة بالذكاء الاصطناعي، الرائدة في تقنيات الكم، وصولاً إلى استراتيجية الاتحاد الأوروبي في مجال الأمن السيبراني.

 

واعتبرت أن الدول الأعضاء ستكون قادرة على لعب دور نشط في عملية التغيير هذه والمساهمة بمبادرات إضافية لنمو رقمي أوروبي في المستقبل، وذلك مع احترامها الكامل لصلاحياتها الوطنية.