السبت 4 مايو 2024
سياسة

الملك: دفاعي عن الوحدة الترابية والعيش الكريم لأبناء الصحراء عهد أحمله وسأستمر في الثبات على نهجه

الملك: دفاعي عن الوحدة الترابية والعيش الكريم لأبناء الصحراء عهد أحمله وسأستمر في الثبات على نهجه

قال الملك محمد السادس بأن دفاعه عن الوحدة الترابية، وتمكين أبناء الصحراء من ظروف العيش الحر الكريم، عهد حمله على شخصه منذ توليه مقاليد الحكم، ويستمر في الثبات على نهجه بتحقيق التكامل والانسجام بين العمل الخارجي، والجهود التنموية الداخلية، مسجلا في خطاب الذكرى 42 لحدث المسيرة الخضراء، اليوم الإثنين 6 نونبر 2017، أنه وعلى المستوى الدولي، يظل المغرب ملتزما بالانخراط في الدينامية الحالية، التي أرادها أونطونيو غوتيريس، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، وبالتعاون مع مبعوثه الشخصي، في إطار احترام المبادئ والمرجعيات الثابتة، التي يرتكز عليها الموقف المغربي، ومن بينها رفض أي حل لقضية الصحراء، خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، ومبادرة الحكم الذاتي، ناهيك عن الإستفادة من الدروس التي أبانت عنها التجارب السابقة، بأن المشكل لا يكمن في الوصول إلى حل، وإنما في المسار الذي يؤدي إليه. ثم تحمل جميع الأطراف التي بادرت إلى اختلاق هذا النزاع، مسؤوليتها كاملة من أجل إيجاد حل نهائي له. وأيضا الإلتزام التام بالمرجعيات التي اعتمدها مجلس الأمن الدولي لمعالجة هذا النزاع الإقليمي المفتعل، باعتباره الهيأة الدولية الوحيدة المكلفة برعاية مسار التسوية، مع الوقوف ضد أي تجاوز أو محاولة للمس بالحقوق المشروعة للمغرب، وبمصالحه العليا، ولأي مقترحات متجاوزة، للإنحراف بمسار التسوية عن المرجعيات المعتمدة، أو إقحام مواضيع أخرى تتم معالجتها من طرف المؤسسات المختصة.

أما على المستوى الداخلي، يلفت الملك محمد السادس، "فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي، في انتظار إيجاد الحل المنشود"، بل ستتجسد مواصلة العمل من أجل النهوض بتنمية الأقاليم الجنوبية المغربية، وضمان الحرية والكرامة لأهلها. وذلك عبر الإستمرار في تطبيق النموذج التنموي الخاص بهذه الأقاليم، بموازاة مع تفعيل الجهوية المتقدمة، وما يتيح لساكنة المنطقة التدبير الديمقراطي لشؤونهم، والمساهمة في تنمية منطقتهم.
ويزيد الملك، بأن المشاريع التي أطلقها، وتلك التي ستتبعها، ستجعل من الصحراء المغربية قطبا اقتصاديا مندمجا، يؤهلها للقيام بدورها، كصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، وكمحور للعلاقات بين دول المنطقة. مستدركا بأنه لا يمكن اختزال هذا النموذج في الجانب الاقتصادي فقط، وإنما هو مشروع مجتمعي متكامل، يهدف للإرتقاء بالإنسان وصيانة كرامته، ويجعله في صلب عملية التنمية. كما يعطي مكانة خاصة للحفاظ على التراث الثقافي والحضاري الصحراوي.
ومن هنا، يحرص الملك، كما يقول، على العناية بالثقافة الحسانية، والتعريف بها، من خلال توفير البنيات والمرافق الثقافية، وتشجيع المبادرات والتظاهرات الفنية، وتكريم أهل الفن والثقافة والإبداع. وذلك على غرار كل مكونات الهوية المغربية الموحدة، حيث لا فرق عنده بين التراث والخصوصيات الثقافية واللغوية بكل جهات المغرب، سواء بالصحراء وسوس، أو بالريف والأطلس، أو بالجهة الشرقية.
هذا، ونبه الملك محمد السادس إلى أن العناية بالموروث الثقافي المحلي، لا تعني أبدا التشجيع على التعصب أو الانغلاق، ولا يمكن أن تكون دافعا للتطرف أو الانفصال، وإنما تجسد الإعتزاز بتعدد وتنوع روافد الهوية الوطنية، في ظل المغرب الموحد للجهات.