الجمعة 17 مايو 2024
سياسة

الناشطة الصحراوية عائشة رحال تقاضي البوليساريو أمام القضاء الفرنسي‎

 
 
الناشطة الصحراوية عائشة رحال تقاضي البوليساريو أمام القضاء الفرنسي‎

قدمت الناشطة الصحراوية، عائشة رحال، دعوى قضائية ضد البوليساريو أمام القضاء الفرنسي على إثر الاعتداء الذي طالها من طرف بعض الانفصاليين بالعيون لمرتين متتاليتين. وأوضحت رحال أن الاعتداء الأول وقع مباشرة بعد عودتها من فرنسا بيوم واحد، كما تكرر الاعتداء، لكن بشكل أقوى، تضيف، في المرة الثانية من قبل أشخاص كانوا يمتطون سيارة "طيويوطا ذات دفع رباعي" وسيارة من نوع "كانكو" ينتمي صاحبها لتنسيقية إكديم الزيك. وأوضحت رحال أن مجموعة من الأشخاص، وضمنهم نساء، طوقوها وهم مدججون بالسيوف و"الكريموجين" حاولوا خنقها على مستوى العنق، مهددين إياها بالاختطاف والقتل حتى تكون عبرة، لكن من يتجرأ على فضح البوليساريو في القنوات والمحافل الدولية. وأضافت رحال، في تصريحها لـ "أنفاس بريس"، أنها تقدمت بشكاية ضد هؤلاء في مناسبتين، وقد عززت شكايتها في المرة الثانية بشهادة طبية تثبت عجزا طبيا لمدة 25 يوم، خاصة أن الاعتداء تم بحضور أبنائها، لكن لم يتم استدعاء أي من المعتدين ولا الاستماع إليهم في محاضر رسمية.

وقالت رحال أيضا في اتصال هاتفي بـ "أنفاس بريس"، إن هؤلاء المعتدين يستقوون ببعض الأعيان بالصحراء الذي اعتادوا على الاستفادة من سياسة الريع، وما يؤكد هذا هو أن بعض الانفصاليات المنتمين لهؤلاء صرحن لأحد معارفها بأنهن لا يخشين من البوليس أو من الملاحقات القضائية بفضل استقوائهن بشخصية نافذة، تضيف رحال.

وأشارت رحال أن الاعتداءات ضدها من قبل الانفصاليين مازالت مستمرة، مؤكدة أنها لا يمكنها الخروج لوحدها بالعيون، إلا بعد المناداة على أحد المرافقين، علما أن أفراد البوليساريو يتوعدونها بمزيد من الاعتداءات وبتشويه مظهرها الخارجي لإسكاتها بالمرة.

وأضافت رحال أن شكايتها أمام القضاء الفرنسي ضد البوليساريو قوبلت بترحيب عدد من منظمات المجتمع المدني، ومنهم إحدى الجمعيات الفرنسية التي زارتها بالعيون، مشيرة أن أعضاء الجمعية صرحوا لها أنهم كانوا واهمين حينما اعتقدوا أن أفراد البوليساريو مجرد ضحايا، كما تقدمت بشكاية مماثلة لدى منظمة "أمنستي" ببريطانيا وبشكاية لدى منظمة الأمم المتحدة.

وتابعت رحال في تصريحها لـ "أنفاس بريس" إن مشكلتها أن بعض الأعيان في الصحراء ينزعجون كثيرا من وجود صوت صحراوي وحدوي ويدافع عن قضية الصحراء بصدق، ويفضلون فقط من يخضعون لتعليماتهم وهو الأمر الذي رفضته، وذكرت رحال في الدفاع عن موقفها بآخر زيارة للملك محمد السادس للعيون، حيث منعت من استقباله وطردت من المطار أمام مرأى من الحضور، وهو ما أثر كثيرا في نفسيتها، حيث لم تتمالك نفسها وهي تتحدث لـ "أنفاس بريس"، وأجهشت بالبكاء، قبل أن تكمل حديثها، مبدية تأثرها الشديد لهذا الإقصاء الذي عانت منه بعد تدخل أحد الأعيان بمطار الحسن الأول بالعيون لدى الوالي بعين المكان.. مضيفة في حديثها "الكل يخشى من بعض الأعيان.. فهم يتحكمون في كل شيء.."، مضيفة أنه بعد طردها من المطار تم استبدالها بسيدة تحمل الفكر الانفصالي (ف.ا) وهي السيدة، تضيف رحال، التي رفضت السلام على الملك.

وعن ردود الأفعال فيما يتعلق بتصريحاتها الأخيرة لقناة الحوار اللندنية، قالت رحال إنها التقت بالصدفة اين أحد الأعيان بالعيون يوم الجمعة الماضي، والذي كان جد منزعج من تصريحاتها، والذي حذرها بشكل مباشرة من الاقتراب من موضوع قضية الصحراء، فأجابته بأن "سيدنا أكد في عدد من خطاباته أن قضية الصحراء قضية كل المغاربة.."، فما العيب في الدفاع عن وطني.. ليكون جوابه: " وا أنت دابا يخبطوك بشي موس... واش غادي يعطيك الوطن.. وآش غادي يعطيك الملك.."، فأجابته رحال: "لست أخشى من أي كان إلا إذا كنت أنت من سيعتدي علي.."، فأجابها: "قضية الصحراء قضيتنا نحن.. وعائلتنا هي التي تتحكم في الملف..". وأوضحت رحال أنهم فوجئوا كثيرا بتسجيل فيديو الذي نشرته قناة "الحوار" على الإنترنيت، وأبدوا انزعاجهم الشديد من مواقفها المساندة للوحدة الترابية.

وأضافت رحال "إذا كان صاحب الجلالة قد تحدث عن من جعلوا الابتزاز مذهبا راسخا ومن الريع والامتيازات حقا ثابتا في خطابه بمناسبة الذكرى 39 للمسيرة الخضراء، فإن المعنيين بالموضوع موجودون بالعيون، مضيفة بأنه إذا كانت هناك أية امتيازات بالصحراء، فالمستفيد الوحيد منها هو عائلة واحدة فقط، وهي العائلة التي تبث الرعب في الصحراء، والكل يخشى من الاقتراب منها أو فضحها"...

وأبدت عائشة رحال أيضا، في نفس التصريح، تشبتها بالوحدة الترابية للمملكة ورفضها للتقسيم الذي لا يخدم التنمية ويضر بالعلاقات الإنسانية والاجتماعية التي تربط أبناء الشمال والجنوب، مضيفة بأن القوة الاقتصادية والتنموية تتحقق بالاتحادات والعلاقات الوحدوية، وخير دليل هو رفض إسبانيا انفصال ولاية كاتالونيا لأنها الخاسر الأكبر سياسيا واقتصاديا وديمقراطيا رغم أنها تتمتع بحكم محلي، مضيفة أن الانفصال يخدم فقط مصالح الجزائر وبعض القوى الأخرى التي تقتات على الانقسامات والصراعات والحروب.