الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف جبرو :العمليات الأمنية الاستباقية والرأي العام

عبد اللطيف جبرو :العمليات الأمنية الاستباقية والرأي العام

كلما علم المغاربة بأن المكتب المركزي للتحقيقات القضائية قد تمكن من إنجاز إحدى عملياته الاستباقية المتمثلة في تفكيك خلايا إرهابية، إلا وشعر الرأي العام الوطني بأننا والحمد لله يحق لنا أن نطمئن على أنفسنا بفضل الأجهزة الأمنية الساهرة ليل نهار على حماية الوطن.
إنهم شباب من أبناء الشعب المغربي يخاطرون بأنفسهم وبحياتهم، لا يترددون في شن غارات على مخابئ عناصر مسلحة تحت ضغط التساؤل إلى أي حد ستكون هذه العناصر مستعدة في اللحظة الحاسمة لاستقبال قوات الأمن بمواد مفجرة، وهو ما يمكن أن يسفر عن بعض ضحايا في صفوف المكلفين بحماية الأمن والنظام.
والحمد لله على أننا اعتدنا أن نسمع أخبارا مفادها أن العمليات الاستباقية تتكلل بالنجاح، وأن المكتب المركزي للتحقيقات القضائية يستطيع كل مرة أن يقوم بتفكيك الخلايا الارهابية والاستيلاء على ما لها من أسلحة ومواد متفجرة فتاكة.
لكن إذا كان السواد الأعظم من المغاربة لا يكتفون فقط بتصديق هذه الأخبار بل يفرحون ويسعدون لنجاحات المكتب المركزي للتحقيقات، فمع ذلك هناك أناس وإن كانوا قليلين يتساءلون إلى أي حد يمكن أن يصدقوا كل مرة هذه البلاغات ومن هنا ينطلقون في التشكيك في مصداقية أخبار العمليات التي تنجزها المصالح الأمنية.
ومن المحقق أن هؤلاء المتشككين سيكون لهم رأي آخر في الموضوع لا قدر الله لو أن هذه العصابات استغفلت المصالح الأمنية وتمكنت من أن توالي ضرباتها الإرهابية كما هو الحال في أقطار أخرى تأتينا منها يوميا أخبار مؤلمة عن سقوط ضحايا الإرهاب من البشر وانهيار المؤسسات.
بطبيعة الحالة لا أحد يحق له أن ينكر بأننا مجتمع معرض لمثل هذه التهديدات والدليل على وجود هذا الخطر هو هذه البلاغات التي تحيطنا علما بوجود خلايا نائمة أو غير نائمة مستعدة للقيام بضربات إرهابية هنا وهناك لا شيء يمنعها من عملها الإجرامي سوى حالة الحذر واليقظة التي تمتاز بها قوات الأمن.
كيف ابتلينا نحن المغاربة بهذا الوباء الخطير؟ في البداية ولفترة طويلة كنا نشعر بأن شعب ينعم بالأمن ولنا ما يكفي من المؤهلات لنعتبر أنفسنا مجتمعا يعيش في الاطمئنان، لكن حدث أن القوى الحية في بلادنا تعرضت لما يكفي من القمع على امتداد سنوات الرصاص، وفي نفس الوقت فسح المجال لتنظيمات ظلامية لتقوم بترويج أطروحات تقول لقصارى العقول بأن المغاربة ينتمون لمجتمع أصبح مهددا بالكفر والإلحاد والخروج عن الملة والدين.
هذا الخطاب العدواني تطور مع توالي الأعوام إلى سلوكات عنيفة تبناها منخرطون في خلايا ربطت مصيرها بتنظيمات إرهابية تابعة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين.
والحمد لله أن ضحايا الإرهاب الظلامي في المغرب عندما يعلنون ولاءهم وتبعيتهم لهذه الجهة أو الأخرى من التنظيمات الإرهابية يكونون قد سقطوا في الفخ فيسهل على قوات الأمن أن تباغثهم أحيانا وهم في سبات عميق.