الخميس 2 مايو 2024
سياسة

صافي الدين البدالي: سيظل 29 أكتوبر يوما أسود بالنسبة للقوى الديمقراطية واليسارية بالمغرب

صافي الدين البدالي: سيظل 29 أكتوبر يوما أسود بالنسبة للقوى الديمقراطية واليسارية بالمغرب

بمناسبة ذكرى اختطاف المهدي بن بركة، التي تخلدها القوى اليسارية والتقدمية  المغربية في 29 أكتوبر من كل سنة، توصلت "أنفاس بريس" من قيادي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، صافي الدين البدالي، بهذه الورقة. لكن وللإشارة فقط فإن شبيبة حزب الطليعة بطنجة اتهمت سلطات المدينة بتسخير "البلطجية" لنسف تخليدها للذكرى. وحسب بيان شبيبة الطليعة فإن هؤلاء "البلطجية" قاموا باعتداءات معنوية وجسدية على مناضلي الحزب بالمدينة عضو الكتابة الوطنية "محمد بوبكر" و"ادريس الوافي".

"أصبح يوم 29 أكتوبر، يوم تم فيه اختطاف واغتيال شهيد حركة التحرر العالمية المهدي بن بركة، يوما أسودا بالنسبة للمغاربة والقوى اليسارية والتقدمية في العام. فكلما حل هذا اليوم إلا استحضرنا روح هذا الرمز، رمز التضحية، رمز التحرير. لم يكتب لنا أن نراه ونحن أطفال، لكننا تعلقنا به وتشبعنا بأفكاره وسرنا على نهجه ونحن كبار. لقد كانت أفكاره رشاشا في صدورنا ضد الرجعية المغربية والرجعية العربية والصهيونية والإمبريالية. لم يفارقنا طيفه منذ الإعلان عن اختطافه، حيث كلما وقفنا على الأوضاع في بلادنا، التي أصبحت مهددة بالبؤس الشامل وبتنامي وتيرة الفقر، إلى حد أن الأسر المغربية تعيش اليوم كما كانت تعيش الأسر الفرنسية سنة 1950 (آخر تقرير للبنك الدولي)، كلما استحضرنا الأوضاع التي تنبأ المهدي لها لما استفرد النظام بالحكم وبالقرارات بعد اغتيال حكومة عبد الله إبراهيم بوحي من لوبي الاستغلال والفساد. لقد نبأنا بأن الحالة التي يوجد عليها المغرب فجر ما سمي بالاستقلال حين قال "كيف يمكن أن نبدل هذه الحالة المزرية ونقلب هذه الأوضاع الفاسدة ونزيح هذا الغشاء الثقيل ونرفع هذه القشرة التي تغلفنا وتحجبنا عن العالم؟ كيف نصل إلى ذلك؟" إنها نفس الأسئلة التي نطرحها اليوم بعد عقود من الزمن، لأننا نعيش الأوضاع التي تكلم عنها المهدي قبل ستة عقود بنفس المعالم وبنفس المظاهر، أي مظاهر الفساد والغش والتضليل وبنفس القشرة التي تغلفنا على واقعنا وعلى العالم. فكيف التخلص من ذلك؟ لقد كان عند المهدي الجواب العملي والتاريخي، إذ قال "بالثورة أيها الإخوان، ثورة في الاقتصاد، ثورة في التفكير، ثورة في العمل وفي كل ميادين الحياة، ولن يقود هذه الثورة إلا الثوريون الحقيقيون قلبا وقالبا، روحا ومعنى، فعلا وقولا، لا تزويرا وتضليلا وتغريرا".

لقد ظل فكر المهدي يدوي في أرجاء العالم ويهدي إلى ثورة الأجيال في القارات الثلاث ضد الاستعمار وضد البؤس والفقر وضد التخلف، لأنها مظاهر من صنع الرأسمالية المتوحشة والاستعمار الإمبريالي، وليس من صنع الطبيعة. من أجل ذلك وضع مخططه السياسي والاقتصادي لمواجهة الاستعمار والاستغلال والعبودية. ومن أجل ذلك تحالفت الرجعية المغربية والمخابرات الصهيونية والأمريكية والفرنسية لإسكات صوته باختطافه وطمس معالم الجريمة في عالم ظل يدعي العدالة. كانوا يريدون إسكات صوته لأنه ظل يزلزل كياناتهم، حتى لا تسير الأجيال الصاعدة على دربه في المغرب وفي العالم، نحو التحرير والحرية والديمقراطية والاشتراكية. لن تقتلوا فينا المهدي مهما فعلتم، لن تقتلوا فينا أفكار المهدي مهما أردتم من خلال مؤسساتكم التعليمية ومن خلال مؤسساتكم القمعية وبواسطة إعلامكم التضليلي".