الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

محمد لكريني: إقالة وزيرة خارجية إسبانيا رسالة لإعادة العلاقات المغربية الإسبانية، لكن...

محمد لكريني: إقالة وزيرة خارجية إسبانيا رسالة لإعادة العلاقات المغربية الإسبانية، لكن... أرانشا غونزاليس لايا والأستاذ محمد لكريني

في تطور مفاجئ تمت يوم السبت 10 يوليوز 2021 إقالة وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا من حكومة بيدرو سانشيز، بعدما كانت السبب في خلق أزمة ديبلوماسية كبيرة مع المغرب.

"أنفاس بريس" اتصلت بـ محمد لكريني، أستاذ القانون والعلاقات الدوليين بكلية الحقوق بأكادير، فأمدها بقراءته لهذا الحدث، والمتضمنة لإجابته عن سؤال: هل هي مبادرة إسبانية من أجل التهدئة مع المغرب؟:

 

"أعتقد أن ما حدث بشأن إقالة وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية يوم السبت 10 يوليو 2021 أمر مهم، فقد تمت إقالة الوزيرة بناء على مجموعة من العوامل والأسباب؛ أنها قامت بالتصعيد مع المغرب في الوقت الذي كان من المفروض أن تقوم بتهدئة الأوضاع.. فهذه الإقالة رسالة من إسبانيا للمغرب نحو إعادة العلاقات المغربية الإسبانية إلى سابق عهدها خصوصا وأن إسبانيا تعد الشريك الاقتصادي الأول للمغرب وأن التعاون بين البلدين يشمل مجالات عدة، وبذلك فتداعيات الأزمة بين البلدين كبيرة على جميع المستويات اقتصادية تجارية..

 

وفي مقابل ذلك لا ننسى أن المغرب غيّر مؤخرا من طريقة تعامله الدبلوماسي؛ ففي ظل الأزمة السابقة التي حدثت بينه وبين فرنسا، والتي طالت قرابة السنة بعد استدعاء النيابة العامة الفرنسية للمسؤول الأول عن المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني للمغرب السيد عبد اللطيف الحموشي للتحقيق معه في الاتهامات الموجهة إليه، قرر المغرب بعد ذلك تعليق التعاون القضائي بين البلدين؛ أو حينما تعلق الأمر بالعلاقات المغربية الألمانية التي ميزها التوتر في الآونة الأخيرة بسبب معاداة قضية الوحدة الترابية وكذا الدور الإقليمي للمغرب.

 

وإذا لم تغير إسبانيا موقفها من قضية الصحراء المغربية، فالعلاقات بين البلدين ستسير نحو الأسوأ؛ خصوصا وأن المغرب يعتبر هذه القضية مصيرية وتحظى بالأولوية في سياسته الخارجية؛ الأكثر من ذلك ينبغي على الإسبان الالتزام بروح الشراكة الاستراتيجية التي تقتضي الاستشارة أو على الأقل إخبار السلطات المغربية أو التنسيق معها بمعالجة إبراهيم غالي دون تزوير أو اللجوء إلى مثل هذه السلوكان التي أثرت على متانة علاقة البلدين والثقة بينهما.

 

ختاما لا ننسى أن المغرب ينهج سياسة الانفتاح على العديد من الدول التي تنتمي لفضاءات مختلفة بعد الإصلاحات الدستورية 2011 التي أقرت بتنويع العلاقات الخارجية دون الاقتصار فقط على الشركاء التقليديين"...