الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد السلام المساوي: حتى لا ينطبق علينا المثل المغربي.. " اللي حرثو جمل دكو "!

عبد السلام المساوي: حتى لا ينطبق علينا المثل المغربي.. " اللي حرثو جمل دكو "! عبد السلام المساوي
لا شك أن بلادنا قطعت أشواطا هامة في مكافحة وباء كورونا بفضل حكمة الملك محمد السادس، وكذا انخراط السلطات والأطر الصحية في هذه الاستراتيجية، بداية من الإجراءات والتدابير الإحترازية التي تم اتخاذها إلى غاية الحملة الوطنية للتلقيح.

لكن ما يقع هذه الأيام يمكن أن يؤدي الى نتائج سيئة ، لا سيما على مستوى تخلي المواطنين عن الاجراءات الحاجزية، وأولها رفض إرتداء الكمامة، والتراجع عن التباعد في الأماكن العمومية، بل أكثر من ذلك تم التخلي عن الشروط الجديدة التي عوضت القيود المشددة !

دول العالم بأسره تعرف انتشارا واسعا للمتحور دلتا سريع العدوى، وبعضها عاد الى إغلاق عدد من المدن والمناطق، وتمت العودة إلى التشديد بسبب امتلاء المستشفيات وغرف الإنعاش.
الصيف والعطلة وعيد الأضحى، هي مناسبة يمكن أن تمر بسلام اذا ما تم التشبث بالتدابير الإحترازية، خاصة مع ارتفاع مؤشرات الإصابة من جديد.

يمكن للقاح أن يخفف الأعراض لكن في النهاية فان انتشار الفيروس قد يخلف خسائر جديدة في الارواح شبيهة بالموجات السابقة للوباء.
اليوم يلزمنا الكثير من اليقظة ، وفي الوقت الذي تحاول فيه الكثير من القطاعات العودة إلى الحياة، فإن هذه الممارسات قد تعيدها إلى نقطة الصفر.
برنامج عمل صارم ومستعجل تشرف عليه ولايات الجهات وعمال الأقاليم والجهات، تنسق عملها مع الأجهزة الأمنية المختلفة من درك ملكي وأمن وطني وقوات مساعدة ورجال وأعوان السلطة بمختلف رتبهم، من أجل النزول الى الميدان وإقامة حواجز المراقبة والتفتيش والتحقق وتحرير الغرامات، حتى يفهم المخالفين والمستهترون أن هناك ربا يحمي هذه الكعبة.

فلا يمكن أن نعاقب الجميع بجريرة البعض. ولا يمكن أن نحرم الكل من العودة إلى الحياة والفسحة والسفر والترفيه، لمجرد أن أشخاصا لا يريدون أن يفهموا أن الفيروس ما زال بيننا ويجب أن نحتاط منه بكل الوسائل.
ونحن على يقين أن إجراءات صارمة وقوية ضد المستهترين من جميع المواقع دون استثناء ( مواطنون وأصحاب أنشطة ) سيكون لها أثرها الظاهر على مؤشر الاصابات اليومي، وستعود الأرقام الى الاستقرار مجددا.

لا نأمل اطلاقا ان نكون في النهاية نسخة طبق الأصل من المثل المغربي الشائع : " اللي حرثو جمل دكو " !