الأربعاء 8 مايو 2024
كتاب الرأي

عبد الرحيم برديجي:من يحمي المستهلك من السيبة

عبد الرحيم برديجي:من يحمي المستهلك من السيبة

النموذج العمودي للحكرة التي يعيشها المواطن المغربي اصبحت تنذر بانفجار وشيك لا تحمد عقباه. فبعد ان تعود المواطن على الحكرة اليومية في التعاملات الإدارية و التدخلات الأمنية و السلطوية التي تشعر المواطن بالحكرة التي يتواصل بها معه رجال السلطة و الأمن، حيث أصبحنا نعيش نموذجا جديدا مع التجار.

إذا دخلت لأي مركز شرطة أو إقتربت من أي رجل أمن للسؤال عن أي شيىء يجيبك بالمصطلحات السلطوية المعتادة شنوووو ، شعندك، شكاين، شباغي او ببساطة ويييييي مع تخنزيرة توحي بسلطة يجب عليك تفاديها في كل الظروف و إن قدر الله و صادفتها فتعامل معها باستكانة و نعااام اسيدي و طأطأة الرأس وإلا فالاخبار فراسكم.

النكتة الأخيرة هو أن التجار أيضا أصبحوا كذلك ، وأنت تدخل سوق الأحد بآكدير مثلا او بأسواق المدينة لقديمة بمراكش أو باب الحد بالرباط لا توجد هناك تسعيرة إطلاقا، وقد يصل الثمن إلى أضعاف الثمن الطبيعي بمرات و كلها و شطارتو، وبالنفخة و أصبحت الشطارة على الثمن مزاوكة و حبان اليدين و إن تواضع البائع ، ينظر اليك باشمئزاز ليقول لك غادي ننقص ليك واحد عشرين درهم و كأنه يتصدق عليك لتصبح أهون من متسول أمام باب اللئام .

وهناك موضة الباعة المتجولين للخضر ، الذين يبيعون بدون رخصة و بدون دفع رسوم أو ضرائب او كراء أو عمال أو رسوم الكهرباء وفي أغلب الأحيان يبيعون بثمن أغلى من أثمنة مرجان .والمؤسف حين تجد بعضهم في ساحات أو أمام مساجد و قد تفاهموا بينهم على ثمن البيع ضدا في المستهلك المسكين الذين أصبح لا يعرف هل يواجه زيادة الاسعار في إستهلاك الكهرباء و الماء أو عجرفة الإدارة أو التعامل مع هؤلاء .
قد نجد بعد أيام اصحاب المحلات يبيعون الخبز بعشرين درهم للخبزة و يكوليك الدقيق غالي و الى ماعجبك الثمن ماتشريهش كما يقول الباعة المتجولين للخضر و محلات بيع الملابس التي لا يراقبها أحد ولا اعرف ماذا تفعل مصالح مراقبة الأسعار التي كانت في زمن البصري تشمع المحلات بالشمع الأحمر و تصادر السلع لترسلها للخيريات و دور الأطفال و المطاعم المدرسية.

حتى المتسولين لكثرتهم أصبحوا يطلبون الصدقة ،فإن إعتذرت سمعت من السبان و التكمكيم ما يجعلك تحس بنفسك حثالة المجتمع لان الجميع يحكر عليك و قد أصبح المستهلك المسكين هو الحلقة الأضعف في المجتمع و كلشي حاكر عليه ، بل حتى السوريين و الأفارقة الذين يتواجدون في تقاطعات الشوارع ،إن لم تعطيهم صدقة سمعت ما لاتطيق أو تحملت نظرات التذمر التي تنطق عن لسان حالهم. الحاصول أصبح المواطن العادي المسكين في جحيم أين ما ولى وجهه .
أما إن فكرت يوما بالتوجه للشواطىء ، فما ستجده من (العصابات) التي تتحكم في مواقف السيارات فحدث و لا حرج ، مجموعة من أصحاب السوابق نظراتهم و حالتهم تبعث الرعب في القلوب ، إن فكرت في كراء مكان للجلوس و مظلة فالثمن مثل الملابس و الخضر بمعنى لا تسعيرة ولا هم يحزنون .

أما مراقبي الحافلات فذاك موضوع آخر ،حيث تعمد شركات النقل (الطوبيسات) على التعاقد مع شركات الأمن الخاصة التي توظف اصحاب السوابق لإثارة الرعب في قلوب من تسول له نفسه الركوب دون دفع التعريفة ، وهناك فيديوهات لا تحصى لطريقة التعامل مع من ضبطوه ، حيث يصل الامر لنزع الملابس و شاهدت شخصيا حالة لنزع حذاء دون الحديث عن نزع الهاتف من الشخص و كأن لهم السلطة لفعل ذالك الفعل الزجري الغير قانوني أصلا و الذي يجعل الأمر مشابه لطريقة تعامل العصابات.

أما الكريساج و الشمكارة و أصحاب السيوف و السكاكين من قاصرين و أصحاب السوابق فلا اجد ما أقول غير لا حول و لا قوة الا بالله.

حاولت أن أختم بشعوري كمواطن أمام كل هذا الكم من الحكرة اليومية و آثرت السكوت لأن لخبار فراسكم و اللي غلبنا يعطيه اللي يغلبوا. دعوة المغلوب هي المتنفس ولا حول و لا قوة إلا بالله.