الأربعاء 24 إبريل 2024
خارج الحدود

رئيس المخابرات الألمانية السابق يحرق ورقة الهجرة التي تلعب بها أنجيلا ميركل ( مع فيديو)

رئيس المخابرات الألمانية السابق يحرق ورقة الهجرة التي تلعب بها أنجيلا ميركل ( مع فيديو) المستشارة الألمانية انجيلا ميركل
وصف محمد بودن، رئيس "مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية"، انتقادات رئيس الإستخبارات الداخلية الألمانية السابق (هانج) بخصوص سياسة أنجيلا ميركل في شأن الهجرة واللجوء، بكونها انتقادات " ذات نبرة حادة من رئيس المخابرات الألماني السابق لسياسة أنجيلا ميركل فيما يتعلق بسياسة الهجرة واللجوء".
وقال بودن في تصريح لقناة "ميدي1 تيفي"، بأن تلك الإنتقادات "سلطت الضوء مجددا على الإنقسامات العميقة داخل ألمانيا و أوروبا بشكل عام بخصوص كيفية التعامل مع المهاجرين".
وأشار إلى أن "ألمانيا تفكر في معالجة تدفق المهاجرين نحو أراضيها". واستدرك قائلا: "ليس هناك حل ملموس واتفاق بين الأطراف السياسية في ألمانيا. بل هناك خلافات عميقة حتى داخل الحكومة والبرلمان الألماني بشأن: هل يمكن إعطاء الأولوية للحلول الأوروبية، وبالتالي عدم الإضرار بالنمسا وسلوفينيا وإيطاليا، أو التفكير في الحلول القومية الأمنية كما دعا لها رئيس المخابرات السابق". معتبرا أن "هذا قد يجلب بالطبع انتقادات أوروبية اتجاه ألمانيا".
وأوضح بودن، بأنه "مع قرب نهاية ولاية أنجيلا ميركل تمة في الحقيقة تنافس بين أطراف سياسية، وهناك رغبة لإستخدام هذا الموضوع في مصالح خاصة من قبل بعض التيارات المتطرفة بألمانيا".
واستحضر ذات المحلل السياسي في تصريحه "خلاف أنجيلا ميركل سنة 2015 بينها وبين شريكها زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي (هوفر) بشأن سياسة الأبواب السخية التي تم إطلاقها سنة 2015، وتراجعت عنها تدريجيا ألمانيا سنة 2018، ومع ذلك استمر تحفظ هذا الحزب. أيضا تحفظ الحزب الإشتراكي الديمقراطي وعدم تحمس ما يسمى بالكتلة المسيحية".
في سياق متصل قال محمد بودن بأن " اتساع رقعة الخطابات والمشاعر المناهضة للهجرة، خاصة ما يسمون في ألمانيا بالمهاجرين غير الغربيين" واعتقد بأن هذا " ناتج عن بعض أعمال العنف في حق مواطنين ألمان منذ سنة 2015، ولذلك فهناك انتقاد واضح للسياسة المعتمدة من طرف أنجيلا ميركل".
واعتبر بأن الوضع القائم يوضح بجلاء بأن هناك "تحديات مرتبطة بسياسة الهجرة في ألمانيا". لأنها (ألمانيا) "ليست في وضع يسمح لها بتقييم سياسات البلدان الأخرى في مجال الهجرة واللجوء" على اعتبار بأن ألمانيا "إذا كانت تفكر بمنطق قومي فإنها يجب أن تفكر كذلك بأن تساهم في معالجة أسباب الهجرة خارج الفضاء الأوروبي"
وبخصوص تداعيات سياسة ميركل في شأن الهجرة واللجوء على الوضع السياسي الألماني على مستوى حظوظ المستشارة الألمانية في الحفاظ على موقعها في المشهد السياسي، قال  محمد بودن: "لا شك أن هناك تداعيات واضحة، اعتقد بأن التصريحات يفهم سياقها انطلاقا مما حصل مؤخرا من أعمال قد تستثمرها جماعات أو تيارات سياسية، وطبعا هناك شخصيات لها نظرة قومية للأمن الألماني" بالإضافة إلى أن "معالجة أسباب الهجرة داخل ألمانيا يمنع وصول مهاجرين من النمسا وسلوفينيا وإيطاليا عبر إحداث بعض مراكز الإعتقال التي تسببت في انتقادات لأنها تحد من حرية المهاجرين وبالتالي فهذا يضع ألمانيا أمام خلاف كبير"
وأضاف قائلا: "ألمانيا بقوتها لا تعرف ما الذي يمكن أن تقوم به بشأن موضوع الهجرة، وهذا يؤثر على الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تقوده أجيلا ميركل"
وأكد بأن "ولاية ميركل قد إنتهت، وأن هناك توجه في ألمانيا لتخفيض مدة ولاية امتدادية للمستشارين لأن ميركل قضت  13سنة على رأس المستشارية في ألمانيا وبالتالي اعتقد أنه قد تكون حولت رغبة أطراف سياسية في استغلال موضوع الهجرة واللجوء كورقة انتخابية لرفع منسوب إشعاعهم وسمعتهم على مستوى (البوستاغ الألماني) وأيضا في (اللاندرس  ) خاصة أن هناك حكومات محلية لها سياسات خاصة فيما يتعلق بموضوع الهجرة".