الخميس 2 مايو 2024
كتاب الرأي

الصادق العثماني: أحاديث مكذوبة عن رسول الله في يوم عاشوراء

الصادق العثماني: أحاديث مكذوبة عن رسول الله في يوم عاشوراء

مع اﻷسف الشديد ، ما فعلوه أهل اﻹسﻻم في دينهم من التحريف والتشويه والكذب واﻹفتراء لم يفعله أعداء دين اﻹسﻻم خﻻل تاريخهم؛ وخاصة الطوائف الدينية والتيارات اﻹسﻻمية المتنطعة ونذكر منهم على سبيل المثال روافض الشيعة، ونواصب السنة، فبنظرة علمية متفحصة للكم الهائل من اﻷحاديث الموضوعة والمكذوبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تم دسها في كتب تراثنا اﻹسﻻمي إما تمجيدا لهذا اليوم؛ أي يوم عاشوراء، وإما طعنا فيه، مما يعطينا اليقين التام بأن هؤلاء قد تﻻعبوا وبدلوا وحرفوا من سنة نبينا عليه السﻻم ، وبما أنني من أهل السنة سنضع بين أيدي زمﻻئي المشايخ والدعاة وأئمة المساجد والخطباء في بﻻد المهجر مجموعة من نوعية هذه اﻷحاديث وهي كثيرة نذكر طرفاً منها لكي يحذرها إخواننا من المسلمين في اﻹغتراب  ولا يعملون بها، بل يجعلونها وراءهم ظهرياً وفيما صح وثبت غنية عما لم يصح ولم يثبت، ومن هذه الأحاديث ما يلي:

1- ( من وسَّع على عياله يوم عاشوراء وسَّع الله عليه سائر سنته ).. ومن الأثر السيئ لهذا الحديث وأمثاله أن بعض الناس تركوا صيام هذا اليوم وكان جلّ همهم في الطعام والشراب عملا بهذا الحديث المكذوب الموضوع.

2- ( من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبداً ).

3- ( من أفطر عنده مؤمنٌ يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم ).

4- ( إن الصرد - وهو طائر - أول طائر صام يوم عاشوراء ).

5- ( إن الله افترض على بني إسرائيل صوم يوم في السنة، وهو يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من المحرم فصوموه ووسعوا على أهليكم فإنه اليوم الذي تاب الله على آدم وهو اليوم الذي رفع الله فيه إدريس مكاناً عليا..ً  ) .

6- ( من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك.. ومن صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة ستين سنه بصيامها وقيامها ومن صام يوم عاشوراء أعطي ثواب ألف حاج ومعتمر.. ). والحديث طويل وفيه ما لا يقبل من المبالغات والتهويل في الثواب وهذا مما يدل على وضعه.. وﻹبن القيم قول جيد في هذا الصدد ذكره في كتابه "المنار المنيف في الصحيح والضعيف" ننقله بنصه لفائدته ولأنه يعد بمثابة الفصل فيما نحن بصدده حيث يقول: ( ومنها - أي من الأحاديث الموضوعة المكذوبة - أحاديث الاكتحال يوم عاشوراء والتزين والتوسعة والصلاة فيه وغير ذلك من فضائل لا يصح منها شيء ولا حديث واحد ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء غير أحاديث صيامه وما عداها فباطل و أمثَلُ ما فيها ( من وسَّع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ).