يوما بعد آخر، يتأكد بأن الطفرة التكنولوجية التي تحققت مع ثورة العالم الرقمي، لم يعد مجال إلا واقتحمته، بل صار التعايش معها أمرا إلزاميا في أفق مسايرة مستجدات لا ترضى عجلتها التوقف. ومن ثمة، فإن نتيجة ما تفرضه طبيعة تعامل المقاولات مع زبنائها من تماس إن كان مباشرا أو غير مباشر، لم يكن أمامها من خيار غير توظيف تلك التقنيات إن هي أرادت الإستمرار في مزاولة أنشطتها بين منافسين منهم من وجد طريقه نحو تثبيت الذات وبلوغ قمم النجاح، كما منهم من يصارع لأجل البقاء.
وعلى هذا الأساس، لم يعد من باب كشف الأسرار بحث كل مقاولة عن الصيغة المواتية لها داخل هذا الفضاء، والصيغة التي تمكنها من تلميع صورتها داخله كواجهة استقطاب المزيد من المعجبين بالمنتوج، دون فقدان أي عنصر، في المقابل، من المكتسبين سلفا. إنما، وكما هو معلوم، فإن الموضوع ليس بالأمنية السهلة الوصول، نظرا لما تحتاجه من نساء ورجال الخبرة، قادرين على وضع النصيحة في موقعها، ومتمكنين أيضا من آليات التصرف الحكيم إن على المستوى الآني أو المستقبلي.
وفي هذا الإتجاه، كان لأسبوعية "لافي إيكو" الصادرة ابتداءا من اليوم الجمعة 29 شتنبر 2017، لقاء مع مسؤولة التواصل الرقمي بالشركة العامة، فيروز لماني، التي جادت، ومن منطلق اختصاصها، بالعديد من التوجيهات السارية المفعول حتى تحتفظ المقاولة بموقع متميز. ولهذا، دعت القائمين على المنشأة المقاولاتية لأن يضعوا أنفسهم مكان الزبون أو الممون، ثم بعد ذلك كتابة اسم المقاولة على محرك البحث ليفيدهم بما يملكونه، سواء تعلق بمنتوجات أو خدمات. علما، تضيف مسؤولة التواصل الرقمي، أن الشريحة الأوسع من المستهلكين تستعين بـ"الويب" قبل إقدامها على شراء أي سلعة، وأن 90 في المائة من هؤلاء يثقون في الإعلانات التي تقدمها تلك المواقع.
وعليه، تردف فيروز لماني، وجب وضع استراتيجية واضحة وناجعة في الآن عينه، مع تعيين الشخص الكفء والمستوعب لجسامة مهمة التدبير وأبعادها كشرط أساسي لإضفاء السمعة المتوخاة من جهة، والحرص على متابعة ما يتواتر من تعاليق الزائرين من جهة ثانية. مع تسجيل الحضور الدائم بشبكات التواصل الإجتماعي عبر عرض أنشطة المقاولة التي من الضروري أن تكون ذات قيمة وبشكل منتظم.
هذا، واستطردت المتحدثة بأن مقومات التواصل تفرض كذلك الإنصات الجيد لوجهات نظر المبحرين، مع عدم التردد في الإجابة السريعة عن جميع التساؤلات والإستفسارت المطروحة كأسلوب من أساليب تبيان التوافق التفاعلي الصرف. لأن بهذه الكيفية، تقر لماني، سيتم جلب عدد أكبر من الزبناء الذين يمكن استثمارهم كسفراء للمنتوج عبر صفحاتهم المتواترة المضمون.
وتختم فيروز لماني، بالإشارة إلى أن السرعة الفائقة التي تنتقل بها المعلومة في عالم الإنترنيت، تسمح بدعاية واسعة للمنتوج أو الخدمة وعلى نحو مضاعف. مما يحتم على المقاولة الرفع من وتيرة الترويج السديد، والمبني على دعائم الجدية والتفكير الصائب المعزز لزرع بذور أسباب نجاح الأعمال المدرة بدورها لعائدات الأموال.