السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز:ماذا لو دامت فترة اقتراب الإنتخابات أكثر !!؟؟؟

أحمد بومعيز:ماذا لو دامت فترة اقتراب الإنتخابات أكثر !!؟؟؟ أحمد بومعيز
قال :
هي السياسة..هكذا تكون إبان الإنتخابات .
هي الحملة يا صاح... 
هي الحملة السياسية الانتخابية الموسمية الحزبية المباشرة .
قلت :
..ما كنت أعتقد أن في البلد كل هذا الهم الانتخابي . وهذا الكم من المهتمين بالشأن الذي صارنا أو صرناه!!؟؟؟ 
وما كنت أضن أن للشعب كل هذا الحب والرغبة والحاجة إلى الانتماء؟؟!! وعلى ممارسة السياسة؟؟!! وفق الحملة.
فماذا لو مددنا مدة التحضير للإنتخابات لشهور أخرى؟؟
 ماذا لو بقيت مشتغلة ومستغلة  ومشغلة كل هذه الوكالات و الأحزاب التي كانت في الثلاجات و في غرف الإنعاش و في ورق السلوفان وفي كناش الحالات المدينة لأصحابها ..والتي خرجت فجأة إلى الناس ..وخطب فيهم صاحبها :
أن هبوا إلى جوطية السياسة.تعالوا إلى لعب دور المنخرط والعضو والمناضل والمرشح والمصوت . 
فماذا لو بقيت على هذا "الريتم" ؟ وبقي كل هذا الحماس والتنشيط، والانتشاء الاستباقي للمناصب وللمجالس ؟؟!!
ماذا لو استمر الوضع إلى أطول مدة ممكنة؟؟!!
ربما أن الحصيلة ستكون مغايرة بتغيير حال وجوب السياسية في البلد.وقد تتغير خارطة وتشكيلة الأحزاب و النقابات والنخب.وقد تتقلص نسب الأمية السياسية والعزوف.وقد تتعلم الأجيال ممارسة السياسة في الميدان ...
أما الآن ،فقد صار لكل جلسة خطيب سياسي ،ولكل مجمع خطاب سياسي.ولكل مجموعة محلل.ولكل فريق هم سياسي وهدف مباشر من السياسة.  وقد تصاغ تعاريف السياسة وفق الحملات الانتخابية المفتوحة في البلد .. حسب اهواء وتعاريف  ومصالح سياسيي المرحلة والكائنات الإنتخابية ووسطاء الوكالات ..
قال :
السياسة هي هذا الموسم الذي يجمعنا فيه العراب والشيخ و الغني و صاحب النفود و صاحب النقود و صاحب المعمل و الكبانية وصاحب الميزانية و الرئيس القديم الذي يريد أن يصير جديدا و الرئيس الحديث الذي يريد أن يكون ابديا ...
السياسة : هي أن يهب كل هؤلاء كلهم دفعة واحدة كي نكون معهم في الموسم والمناسبة والحملة والصندوق ...
وأن نكون أصواتا وأعدادا ونسبا وعدا عدداً في صناديق يوم واحد ،  ليكونوا هم أصواتنا ،و هم مصالحهم ، في كل المجالس والحكومات للسنوات المقبلة .
والسياسة : هي هذا الكلام الجميل والأدب الزائد عن اللزوم  والاهتمام المبالغ فيه والكرم الغير معهود....الذي يحاصرنا به زعماء الظرفية..
والسياسة : هي كل هذه الوعود المتشابهة والمتكررة منذ خبرنا بمسلسل الإنتخابات..
والسياسة :هي هذه السيولة في التحية والتقبيل والعناق..
والسياسة : هي كل هذه الولائم...
والسياسة : هي فيض البوربوار...
والسياسة هي فائض المشاريع التي لم تنجز..
والسياسة : هي فن الإنتظار..
السياسة : هي سنة الانتصار..
والسياسة : هي وعد على هامش ليلة القدر التي تأسر طمع القوم والأهلي ...
والسياسة:  هي كل هذا الكم الهائل من الآهات ...وكل هذا المد من الخيبات..
والسياسة : هي كل مناورات الأغلبية والنصاب ،ولعبة الأقلية وجبروت اللوبيات...
والسياسة:  هي كل هذا التناقض والزعلوك...:
جهل ومعرفة وحرية وقمع واستغلال وتعبير حر ورشوةوأتاوة ومن ووعود وسلطة ومال وقدرة وفقر وحاجة ودين وصلاة وزكاة وتشكيك وشرك وتلفيق تهم ومناورة وحصار وشيء من الأخلاق المبسترة...
فماذا لو استمرت فترة اقتراب الإنتخابات لمدة أطول؟؟؟
ماذا لو تكلف العرابون والكائنات الإنتخابية بإعداد وإعادة صياغة قاموس وتعاريف السياسة؟؟؟!!!!