الثلاثاء 21 مايو 2024
مجتمع

البيجيدي يفشل في تدبير المدن ويغرق 4 مليون مواطن في الأزبال!

 
 
البيجيدي يفشل في تدبير المدن ويغرق 4 مليون مواطن في الأزبال!

عندما فاز حزب العدالة والتنمية بغالبية المجالس المحلية في المدن الكبرى، خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة، خاصة تلك التي تخضع لنظام وحدة المدينة، دق المهتمون بالشأن المحلي حينها ناقوس الخطر، ونبهوا في كثير من المناسبات إلى احتمال فشل القادمين الجدد من تدبير شأن مدن كبيرة من حجم الدار البيضاء وطنجة ومراكش وفاس...، لاسيما أن هذه المدن كانت تعاني اختلالات مجالية كثيرة.

الْيَوْمَ، وبعد مرور حوالي سنتين عن الانتخابات الجماعية، تأكد بالملموس أن تخوفات المهتمين صحيحة، وأن تنبؤاتهم صادقة تؤكدها حالة الجمود والتخبط الذي تعاني منه العديد من المدن الكبرى، بسبب فشل حزب البيجيدي في تسيير شؤونها رغم أنه يمتلك الأغلبية المطلقة في بعض هذه المجالس الجماعية.

يكفي أن نسلط الضوء على ملف واحد من الملفات الجماعية، لنؤكد بالدليل والبرهان فشل هؤلاء المنتخبين في تدبير الشأن المحلي للمواطنين. فمثلا نجد ملف النظافة في الدار البيضاء أسال الكثير من المداد، ووصل الْيَوْمَ إلى أزمة حادة بين المجلس وشركة سيطا البيضاء، ستنعكس سلبا على مصالح المدينة وساكنتها (3,36 مليون نسمة)، بسبب ما يسميه بعض المنتخبين بتخبط وتسرع المكتب المسير في اتخاذ قرار فسخ العقد مع شركة النظافة. زد على ذلك عجز الأغلبية المسيرة الحالية بقيادة العدالة والتنمية في إيجاد حلول معقولة للكثير من مشاكل  تدبير الشأن المحلي (كالنقل، والسير والجولان، واحتلال الملك العمومي،...).. بل الأدهى والأمر أنه لحد الساعة فشل حزب العدالة والتنمية، الذي يمتلك الأغلبية داخل مجلس مدينة الدار البيضاء، في وضع برنامج تنموي يجيب عن احتياجات ومتطلبات ساكنة مدينة من حجم الدار البيضاء.

ما تعيشه مدينة الدار البيضاء يكاد يكون فيروسا معديا أصاب جل المجالس المنتخبة التي يقودها حزب المصباح.. فها هي مدينة طنجة تشتكي ساكنتها (947.952 نسمة) من الفوضى التي يعرفها المطرح البلدي، والعديد من الاختلالات المجالية عرَّت على ضعف المجلس المنتخب ومحدودية أفكاره.

أما في مدينة تطوان فالوضع شبيه بالبيضاء، رغم وجود فوارق كثيرة من حيث عدد السكان وشساعة المجال الجغرافي.. إذ أن محمد إدعمار، عمدة المدينة غارق في مناوشات سياسية، الأمر الذي جعل المدينة تغرق في الأزبال ومظاهر العشوائية واحتلال الملك العمومي، لدرجة أن ساكنة الحمام البيضاء (380.787 نسمة) بدأت تحن للمجالس السابقة رغم سلبياتها، إلا أن المدينة  كانت تنافس في نظافتها بعض مدن الجارة الإسبانية.