Sunday 29 June 2025
سياسة

زكاها ياسين أحجام: برلماني بيجيدي يقود عمدة الدارالبيضاء إلى حبل المشنقة

زكاها ياسين أحجام: برلماني بيجيدي يقود عمدة الدارالبيضاء إلى حبل المشنقة

ياسين أحجام، الممثل والبرلماني السابق، اختار أن يتحلى بالجرأة والمسؤولية وانتمائه إلى هذا الوطن أكثر من انتمائه إلى حزب العدالة والتنمية. الحقيقة لها وجه واحد وليست عدة وجوه. في التدوينة التي نشرها على حسابه الشخصي قال فيها ما يفترض أن يقوله أي مواطن مغربي طفح به الكيل وهو يتجول في العاصمة الاقتصادية التي أصبحت عاصمة للتلوث وكل أصناف النفايات والمتسولين والمشرملين، عاصمة العنف المعنوي واللفظي. التحول الخطير الذي تعيشه الدارالبيضاء والتراجع المريب على جميع المستويات هو الذي جعل حتى بعض المنتمين إلى البيجيدي يفضحون هذا "السواد" الذي أصبحت تعيشه الدارالبيضاء ويقولون "إن هذا منكر"، رغم أن مفتاح المدينة في قبضة العمدة الأصولي عبد العزيز العماري، حتى مفاتيح المقاطعات البيضاوية بأسرها في ملك منتخبي البيجيدي.

صرخة ياسين أحجام لها ما يبررها، وهو المنتمي إلى حزب البيجيدي، فما أدراك بالمواطن البيضاوي المقهور الذي منح صوته لحزب العدالة والتنمية مصدقا البرامج الانتخابية "المزيفة"، والحملات الانتخابية "الكاذبة"، والمهرجانات الخطابية الغارقة في "النفاق" و"التدليس" و"التزييف" التي يقودها عبد الإله بنكيران.

ياسين أحجام الذي انسلخ من شخصيته الحزبية والبرلمانية وتقمص شخصية مواطن بيضاوي ربما لم يقل كل شيء، عن المطبخ الداخلي بمجلس مدينة الدارالبيضاء، والصفقات السرية، والمؤامرات التي تحاك لنسف مدينة الدارالبيضاء لتحويلها إلى مجرد "هيكل" و"حطام" و"سلة نفايات".  

"أنفاس بريس"، تنقل صك اتهام أحجام لمسؤولي البيضاء:

حاولتُ البارحة أن أخرج وأتجول قليلا في مدينة الدارالبيضاء دون أن أستعمل سيارتي، هذا الفِعل البسيط في أي مدينة مغربية أخرى يقترِب من إنجازٍ عتيد وصعب جدا هنا بالعاصمة الاقتصادية. فأول ما يمكن أن تعاني منه هو روائح الفضلات الحيوانية والبشرية الملقاة في كل الازقة والشوارع تقريباً، ثم الروائح القاسية للأزبال والنفايات والسوائل الرديئة المرتبطة بذلك، ومن الاشياء التي لا أفهمها هنا هو-بدون تعميم- شراسة الأشخاص في الفضاءات العامة وعدوانيتهم الظاهِرة من طريقة تحركهم وانفعالاتهم ونظراتهم العنيفة ولهجتهم التي تطورت إلى أصواتٍ مفزعة وغريبة لا تقبلها الأذن بسهولة، بالإضافة إلى عدم الإحساس نهائيا بالأمن والطمأنينة التي هي أساس العيش في المدن والحواضِر وأساس تعاقد المواطن مع الدولة، لا حدائق، لا منتزهات نظيفة وآمنة، لا جماليات، لا مسارح، لا متاحف، لا حريات، لا احترام للمرأة، لا تقدير للأطفال ولا لذوي الاحتياجات الخاصة ولا للشيوخ في الولوجيات، لا احترام لأمكنة العبور بالنسبة للراجلين، لا نظافة، اتساخ هائل في اللباس وتكاثر مهول للمتشردين والمتسولين والمشرملين وقطاع الطرق...إلخ، تكاثر خطير للدراجات النارية المتهالكة التي تصدر زعيقاً مُنفِّرا، وطريبورتورات كثيرة جدا تساهم بدورها في أريفة هاته المدينة، حافلات متهالكة ومتهورة في السياقة، سيارات الأجرة البيضاء والحمراء متهالكة ايضاً تقتحم الشوارع بهمجية وكأنها تتعاركٰ في حرب داحس والغبراء، تلوث صوتي وعمراني خطير جدا..... 

بلا ما نزيد نكمل.