الجمعة 20 سبتمبر 2024
كتاب الرأي

حيمري البشير: حكاية التأشيرة المرفوعة عن المغاربة

حيمري البشير: حكاية التأشيرة المرفوعة عن المغاربة

"التأشيرة" المصطلح الذي أرق المغاربة باستمرار. "التأشيرة" التي فرضت على المغاربة الإصطفاف في طوابير أمام السفارات والقنصليات الأروبية، بدل "لحريك" في قوارب الموت، علما أن غالبية المغاربة لا يفكرون نهائيا في الهجرة إلا بعد انسداد الأفق في بلدهم، وقليلون هم الذين يحالفهم الحظ للحصول على تأشيرة الدخول لدول الإتحاد الأروبي، وحتى عندما يصلون هناك يصبحون في  برنامج مختفون الذي تعده القناة الثانية المغربية.

لكن إلغاء التأشيرة من طرف قطر على المغاربة أثار ضجة كبرى وسط بعض الصحفيين في العالم العربي، وأبانوا من خلال مواقفهم ضعف نظرتهم في تحليل واقع الأمة ومستقبلها في ظل التطورات التي يعرفها الشرق الأوسط.

إن دول الخليج تمر بظروف صعبة ومجلسهم الذي كان يجمعهم انهار، ولم يعد بسبب أزمة قطر التي خرجت عن الصف وتراجعت عن دفع أقساطها بعد القمة الأمريكية العربية المنعقدة في الرياض.

وعليه، يطرح السؤال: هل من مصلحة دول الخليج بصفة عامة زوال و انهيار مجلس التعاون الخليجي؟ وهل من مصلحة قطر الخروج عن الصف العربي ودعم التيارات الإنفصالية والجماعات المتطرفة التي تسعى لزعزعة استقرار العديد من الدول ؟

وإذا كانت قطر تدعم  علانية وخلسة  حركة الإخوان المسلمين وحركة حماس وفصائل محاربة في ليبيا، فإنها تخدم أجندة من؟

قطر الدولة التي لا يتجاوز عدد سكانها 300 ألف نسمة واستطاعت الحصول على شرف تنظيم كأس العالم سنة 2022، وأصبحت ورشا كبيرا الآن، هل هي قادرة على مجاراة دول كبرى في المنطقة؟ هل قطر دولة محصنة ديمقراطيا وما جرى يعتبر تحدي كبيرا منها لدول الخليج؟ وحتى إن رفعت التأشيرة عن المغاربة لا أعتقد أنها قادرة على امتصاص يد عاملة كبيرة، اللهم إذا ما قررت طرد اليد العاملة الموجودة عندها من الأسيويين والذين تستغلهم استغلالا بشعا بشهادة منظمات حقوقية عالمية.

يجب أن يعلم المغاربة الذين سعدوا برفع التأشيرة عنهم أن قطر ليست الجنة التي يوعدون، وعليهم إذا فكروا في الهجرة من أجل البحث عن فرص عمل، فالجحيم والذل والمهانة في انتظارهم، ليس فقط في هذه الدولة، ولكن في غالبية دول الخليج الذين لازالوا متشبثين بنظام الكفيل.

وأمنياتي  كذلك، أن تنظم الحكومة المغربية الهجرة إلى دول الخليج بصفة عامة من خلال اتفاقيات تضمن حقوق العمال المغاربة الذين يختارون العيش في هذه البلدان، حتى لا تكرر مأساة نساء مغربيات لازالن يقبعن في سجون سعودية وربما في دول أخرى. سمعة المرأة المغربية يجب أن تبقى من صميم اهتماماتنا ولا يمكن أن نسمح لأي كان بالمس فيه، ثم على الدولة المغربية تشديد رقابتها على كل الراغبين في التوجه لدول الخليج حتى نضع حدا لمأساة حصلت، والإساءة للمرأة المغربية من طرف بعض الأقلام الصحفية في الخليج العربي.