الخميس 18 إبريل 2024
فن وثقافة

منية بالعافية ترصد إشكالية الهجرة السرية مسرحيا في "خارج الأسوار"

منية بالعافية ترصد إشكالية الهجرة السرية مسرحيا في "خارج الأسوار" منية بالعافية

عن دار النشر "لارماتان" بباريس، صدر للكاتبة والصحفية، منية بالعافية، نص مسرحي جديد يحمل عنوان "خارج الأسوار"، يعالج إشكالية الهجرة السرية من منظور الأسوار التي تتمدد عبر بقاع العالم لتحد من تنقل الإنسان وتجعل من مقولة أن العالم أصبح قرية صغيرة، مجرد شعار للاستهلاك.

 

مسرحية "خارج الأسوار" مستوحاة من لقاءات الكاتبة منية بالعافية بالعشرات من المهاجرين السريين الذين تركوا موطنهم هربا من الحروب أو انعدام الأمن أو الفقر أو الديكتاتوريات أو من سطوة التقاليد والإيديولوجيات أو فقط بحثا عن آفاق أوسع، لكن حلمهم أجهض.

 

زيتون... فرتون... سادو... عبد المالك ونيلسون، هم صوت أولئك الذين فقدوا حياتهم فقط لأنهم حلموا بغد أفضل، واعتقدوا أن الأمل قد يكون هناك إن لم يكن هنا، لكن رصاصات لم تخطأ هدفها أجهضت الأمل دون أن تمنعهم من البوح. ففي النص المسرحي، ترفض الشخصيات أن ترحل قبل أن تقول كلمتها وتقص حكايات الأمل والحلم. لأن الذاكرة لا تموت، كما يقول نيلسون، والصمت يقتل الفعل، ولا شيء للتغلب على اليأس أكثر من حكي الأمل.

 

أمام شباك وضع كحد فاصل بين أرض واحدة، تتقاطع حكايات شخصيات المسرحية، لتمنح لصور ألفناها لمهاجرين سريين معلقين بين الأمل في العبور إلى الجهة الأخرى، والخوف من موت وشيك، صوتا ونفسا. إنها كما تقول الجوقة في النص المسرحي: "ليست صورا ننظر إليها ثم نحول بصرنا نحو شيء آخر... إنها ليست لوحات من ورق أو قماش... بل هي قلوب تنبض بدم حار مثل دمنا... هي أرواح ترفض الاستسلام أمام الكثير من الظلم... قد تتجمد الأجساد، لكن الأرواح تأبى أن تنطفئ... هي أرواح شاهدة على ما يحدث هنا وهناك ... إنهم أشخاص ضحايا الأسوار التي أنشأت لتجعل من العالم سجنا... أسوار ليست سوى مصانع لإنتاج يأس يزرع في طريق من ليس لديهم الحق حتى في الحلم... كم مرة اعتقدوا أنهم تمكنوا من الهروب من مصيرهم، وشارفوا على تذوق طعم السعادة التي طالما حلموا بها، لكن الوهم يتلاشى بسرعة، ولا يترك لهم سوى مرارة الألم والمحاولة من جديد... إنهم تانتالوس القرن... ملعون من السماء... جالسًا في وسط نهر وتحت أشجار الفاكهة، كان تانتالوس يعاني من الجوع والعطش... في كل مرة ينحني ليشرب، يجف مجرى النهر... يمد يده ليأخذ أوراقا من الشجرة، فتدفعها الرياح بعيدا عنه... لم يكن أمام تانتالوس إلا أن يجرب حظه مرات ومرات... تانتالوس، أخطأ في عيون الآلهة... زيتون... فرتون... سادو... عبد المالك ونيلسون لم تكن لهم من خطايا سوى حلمهم بعالم أفضل...".

 

مؤلفة النص المسرحي، منية بالعافية، كاتبة وصحافية؛ حاصلة على الدكتوراه في السينما والمجال السمعي البصري من جامعة السوربون، باريس 3، وعلى درجة الماجستير تخصص الفنون من جامعة سان دوني بباريس. وتعمل حاليًا صحفية في إذاعة مونتي كارلو الدولية. اشتغلت في العديد من وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية، مثل قناة فرانس 24، وقناة العربية، ومجلة المجلة.

 

من إصدارات منية بالعافية، مسرحية "الفتاة التي..." عن دار النشر "لي ماندارين" بفرنسا، 2019؛  مجموعة قصصية: "دمية ودائرة"، عن دار النشر سلايكي إخوان، طنجة، 2016. إضافة إلى نصين مسرحيين: "أزواج وأقنعة" عن دار النشر مرسم بالرباط، 2013، ودراسة حول "صورة المرأة في الأمثال الشعبية المغربية"، عن دار النشر توبقال، بالدار البيضاء، 2008. حصلت على جائزة الصحافة العربية في دبي (2002)، وجائزة نازك الملائكة للقصة القصيرة في بغداد، عام 2012.

 

ومنية بالعافية ناشطة نقابية وحقوقية، شغلت منصب الرئيسة المشتركة لمجلس النوع الاجتماعي بالفيدرالية الدولية للصحفيين، والنائبة السابقة للتحالف العالمي للنوع الاجتماعي والإعلام، التي أنشأتها منظمة اليونسكو، ونائبة سابقة للأمين العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية. وهي خبيرة ومدربة في مجالات الصحافة وأخلاقيات المهنة والمساواة بين النساء والرجال.