السبت 20 إبريل 2024
منبر أنفاس

عبد الرحيم هريوى: حينما نقرر بالمطلق مغادرة الفضاء الأزرق..!؟

عبد الرحيم هريوى: حينما نقرر بالمطلق مغادرة الفضاء الأزرق..!؟ عبد الرحيم هريوى

- هل يمكن للمرء اليوم أن يغادر كذا مواقع ٱجتماعية بشكل مطلق بدون رجعة. !؟!

- وهل يمكن لنا أن نتنفس اليوم أي أوكسجين آخر،  خارج ماء المحيط الأزرق. !؟!

هذه؛ من بين الأسئلة الأخرى والتي سنحاول الكشف عن بعض جوانبها من خلال ملامسة الواقع الرقمي المعاش من خلال هذا المقال.

لا يمكن بأي حال من الأحوال، أو تحت أي طائلة أو ظرف من الظروف كيفما كانت. أوحين تسقط علينا هكذا فكرة من السماء فجأة، وبعد ذلك نتخذ قرارنا الشخصي والمفاجئ، و نقول أو ندون ذلك على صفحتنا في تحد صارخ، بأننا سنغادر هذا الفضاء الأزرق بشكل مطلق، وقد يقصد من قولنا ذلك، كذا موقع من المواقع الاجتماعية المعروفة من فيسبوك أو واتساب وانستغرام وتويتر..

وذلك؛ قد يكون تحت طائلة ما،  أو لسبب من الأسباب، سواء كانت ذاتية أو موضوعية، أو تحت أي ضغط أو  لظروف عابرة، أو تبعا لما نعيشه في وقت من الأوقات الصعبة من ظروف شخصية معينة، أو لقناعات وأفكار ذاتية نحملها، وبأننا نرى ما لا يراه الآخرون، على أساس بأن هذه العوالم الجديدة التي فرضت علينا فرضا، تحت شعار مكره أخاك لا بطل، وكان ذلك سببا من الأسباب الموضوعية في تغيير حياتنا رأسا على عقب بين الأمس واليوم، بحيث صرنا لا نتنفس أي أوكسجين آخر خارج هذا الماء الأزرق، لأننا في غيابه نتحسس أنفسنا ونستشعر ذواتنا، وكأننا نختنق ،أو أننا أمسينا من المدمنين على ولوج هذه عوالمه الجديدة بالليل والنهار، ولو حتى حين نلمس ونرى ونعيش أشياء كثيرة لا نرضى عنها كأفراد وأسر ومجتمع..

ورغم ذلك لا مفر أن نقول بعدها: ٱذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون...!

قد نقول بأن لكل واحد منا أثقالا يحملها مع أثقاله ..أثقال يحملها فوق رأسه. لذلك تراوده الفكرة من خلال إغلاق حسابه بالموقع الفلاني، والمغادرة بدون رجعة، أو إلى أخذ نفس له ، قصد المراجعة والتفكير والتدبر في ما يعيشه بكذا مواقع ٱجتماعية وبالأخص العالم الأزرق ..لكننا في الأخير نجد أنفسنا أننا لابد من أن نتعايش مع واقعنا الجديد من خلال كذا سلوكيات تعتبر دخيلة على مجتمعاتنا المحافظة، وقد فرضتها علينا التكنولوجيا الرقمية فرضا قهريا، ونبحث حينها عن قدم تواجد لنا بين زحمة أبواب هذه الشوارع والأزقة المكتظة بالزوار والوافدين القدماء والجدد، أو نكون خارج العالم الجديد وخارج الثورة المعلوماتية والرقمية برمتها ..وذاك لا ولن يرضاه إنسان عاقل أو مفكر أو أديب أو مثقف..وهو أمسى جزءا من ذلك العالم الاعتباري، ولا يمكن أن يتفاعل بشكل من الأشكال مع الآخرين، من خلال ما يدونه وينتجه وينشره ويطلع عليه من جديد، في غياب المكتوب الورقي وهيمنة  الرقمي على العالم بأسره  ..!

- ولا بد أن نعود بعض الشيء للوراء ،ونرى كيف تعامل الإنسان القديم بالمجتمعات المستهلكة لأي تكنولوجيا جديدة مستوردة، إذ أنه ظل في وقت من الأوقات رافضا لعالم المذياع  وبعده التلفاز والسينما والفيديو و البارابول..وأخيرا الهاتف الذكي والحاسوب ومعه كل التكنولوجيا الحديثة. وما تحمله من ثقافة جديدة وسلوكيات قد لا يكون لنا مفرا من التعامل معها بشكل من الأشكال، بعدما تهيمن على واقعنا المجتمعي والثقافي والاقتصادي. ونمسي بالضرورة جزء منها بحتمية ما، وتحت وصاية ظروف اقتصادية واجتماعية وثقافية وتعليمية.. لا بد من أن نتفاعل معها في واقعنا الحيوي كضرورات حتمية  ..!