الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

صفقات برامج "مِولْ اَلشْكَارَةْ" بالتلفزة المغربية تعمم الأمراض المزمنة على المشاهدين

صفقات برامج "مِولْ اَلشْكَارَةْ" بالتلفزة المغربية تعمم الأمراض المزمنة على المشاهدين نسيم حداد وإكرام العبدية

اعتبر مجموعو من المهتمين والمراقبين والمتتبعين للشأن الإعلامي على مستوى القنوات التلفزيونية المغربية وخصوصا على مستوى برامج السهرات الفنية والغنائية التي تشتغل على الموروث الثقافي الشعبي والموسيقى التقليدية بمختلف أنماطها و خصوصياتها، أن فقرات تلك البرامج تفتقد للإبداع والإحترافية والنكهة والجودة، بل تتعرض في بعض الأحيان إلى التشويه والتحريف فيما يخص الكلمات والصوت النشاز وتشكيلة الضيوف وتخصصاتهم وتنويعات المواضيع دون الحديث عن شاكلةالمنشطين والمقدمين لمواضيع ليسوا متمكنين من مضمونهاومحتوياتها وأحداثها ووقائعها وظروف سياقاتها التاريخية .

منشط "مُولْ اَلشْكَارَةْ" أُمٌهُ فِي اَلْعَرْسْ

كثيرة هي البرامج "الفنية" و "الغنائية" و "الترفيهية" في قنوات التلفزيون المغربي التي يشعر فيها المشاهد (ة)/ المتلقي بالإحباط والملل والرتابة وارتفاع الضغط الدموي وتوتر الأعصاب، وأنه مجرد "ضيف" على حلقة من حلقات البث المسجلة في سجل "سْوِيرْتِي مُولَانَا"، وتفرض تلك البرامج "لَمْسَخْ" على الجمهور المغربي شبح (مُنَشِطْ/ مُقَدِمْ) همه الوحيد أن تمر الحلقة لتليها حلقات أخرى أكثر دونية وانحطاط دون حسيب أو رقيب في زمن "اَلْمَالْ اَلسًايَبْ"، والهدف طبعا هو أن تحسب في "رِيبِيرْتْوَارْ" غنائم الريع التي يوزع كعكتها "مُولْ اَلشْكَارَةْ" على محيطه من المقربين و الواصفين والواصفات دون خجل.

"رَاهَا تَلْفَازَةْ مَاشِي ضَيْعَةْ مَحْمِيًةْ؟ "

"اَلسِي اَلْمُنَشِطْ/ اَلْمُقَدِمْ" في بعض البرامج وهي كثيرة للأسف، يعتقد نفسه دون حياء أنه جالس "مْنَشًطْ" جْمَاعَةْ مع أسرته وأفراد عائلته داخل بيته في غرفة خاصة يستبيح فيها للسانه (غِيرْ جِيبْ يَا فًمْوًولْ) ما ترفضه أصول التواصل القائم على احترام وتقدير ذكاء المشاهد اللبيب الذي تربى على أصول التلقي وتثمين تراثه الحضاري، ويهيم "اَلسِي اَلْمُنَشِطْ" في قصف المشاهدين (ات) بما جادت به ثقافته البئيسة من مغالطات وأخطاء لا تزيد الطينة إلا بلة في المشهد السمعي البصري الذي يؤدي المغاربة من جيوبهم ضرائب لفائدة صندوق العجب العجاببالملايير.

منذ أن التفت بعض شركات الإنتاج التي قطر بها السقف على صفقات عروض إنتاج برامج السهرات الفنية والتراثية (لالة العروسة، جماعتنا زينة.....وهلم صفقات)، خاصمت التلفزة المغربية مشاهديها مع كل ما هو جميل، وانساقت بخطة جهنمية وراء ثقافة "رُوتِينِي" و " اَلْبُوزْ" الساقطة، وتشتغل بخلفية قطع حبل الصرة مع ذاكرة الزمن الجميل لشعب يمتاز بذوقه الفني الراقي، ورث كنوز ثقافته الشعبية و تراثه المتنوع والمتعدد الذي يوثق لأبهى الأصوات وأعذبها وأرقى العازفين والفنانين...كل ذلك من خلال تمرير فقرات يصفها البعض بالمبتذلة والساقطة والفاقدة للحس الفني.

"مُولَاتْ اَلْبَنْدِيرْ وَإِعَادَةْ اَلتًسْجِيلْ وفَضِيحَةْ الْمَشْطَةْ"

في سياق متصل تابعت جريدة "أنفاس بريس" ردود العديد من المهتمين والمشاهدين لبرنامج "جْمَاعْتْنَا زِينَةْ" على صفحة "الإبداع المغربي" بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حيث وجه أحد المدونين رسالة مقتضبة إلى المدير فيصل العرايشي جاء فيها ما يلي:

" مَنْ قَاعْ اَلْخَابْيَةْ.بَاشْتَعْرَفْ طَاقَمْ اَلْإعْدَادْ فَاشِلَ. مَسِيكِينَةْ هَاذْ مُولَاتْاَلْبَنْدِيرْ مَا خَرْجَاتْ حْتَى لْسَبْعَةْدْيَالْ اَلصْبَاحْ مَنْ اَلْأُسْتُودْيُو. مَلِي مْشَاوْيْشُوفُو.لْقَاوْدَاكْشِي لِي غَنًاتْخَايِبْ وُهُمَا يْعَاوْدُو يْعَيْطُوا لِيهَا سَجْلَاتْ بُوحَدْهَا. غَنًاتْ اَلْمَرَةْ اَلْاُوْلَى بِمَشْطَةْ وَاَلْمَرًةْ اَلثًانِيَةْ بِمَشْطَةْ. هَاذْ شِي فِ عِلْمْ اَلتِلِفِزْيُونْكَيَتْسَمًى (fAUX RACCORD). دَابَةْ هَاذْ شِي يَتْخَلًصْ عْلِيهْ 36 مليون للحلقة اسي فيصل العرايشي؟. زَائِدْ اَلشٌوهَةْدْيَالْنَا وَلًاتْ عَالَمِيًةْ".

هكذا تمت "بَهْدَلَةْ" قصيدة "اَلْحُرْمْ يَا رَسُولْ اَللهْ" في "جْمَاعْتْكُمْ زِينَةْ"

ردا على تصريح نسيم حداد مقدم برنامج "جْمَاعْتْنَا زِينَةْ" الذي أكد على أنه سيخرج البرامج الفنية من العشوائية والنمطية بالقناة الأولى كتب أحد المهتمين في صفحة الإبداع المغربي بعد أن عدد مجموعة من الأخطاء سقط فيها المنشط في حلقة من حلقاته الأخيرة قائلا حول قصيدة (اَلْحُرْمْ يَا رَسُولْ اَللهْ) لقد: "قلت بأنالقصيدة لـ (عبدالله بن مسايب). لو كنت حافظاللقصيدة، غادي ترجع للقسم الأخير وغادي تلقى الراجل ذكر اسمه بالواضح وهو (محمد بن مسايب) وليس (عبد الله مسايب)".

 

أما على مستوى الطبوع فأكد نفس المدون لنسيم حداد موضحا لقد : "قلت أنها كَتْغَنًى في طبع المزموم وقلتها بثقة، والواقع أنها تغنى في طبع الجركة والفرق واضح بين الطبعين" . وبخصوص الإيقاع أشار نفس المدون بالقول لقد: "قلت أن إيقاعها ( 6 على 8 ) ظنا منك أن إيقاعها شعبي. هَاذِي رَاهْ مَاشِي بَرْوَالْدْيَالْ العيطة آلْفَاهَمْ... إيقاع المخلص والحوزي عَنْدُوحْسَابُو" .

 

وبخصوص خطأ تصنيف قصيدة "اَلْحُرْمْ يَا رَسُولْ اَلًلهْ" التي وصفت بـ (الأغنية) في حين أنها قصيدة، فقد كشف المدون ذاته على خطأ فادح سقط فيها المنشط بقوله لقد "اعتبرت (اَلْحُرْمْ يَا رَسُولْ اَللهْ) فن غرناطي وهي لا علاقة لها بالغرناطي المعروف بنوباته الكاملة والناقصة والانقلابات"، حيث أوضح بأن القصيدة "كَتُدْخُلْ فِوَاحَدْ اَلًلوْنْ معروف بِالْحَوْزِي، وصنوه عند النساء يسمى اَلْحُوفِي". وبسخرية قال نفس المدون: "إِيوَاآجِي غَدَا بْدَا تَفْهَمْ عْلِينَا بِهَاذْ المصطلحات اَلِلي كَنْوَرِيوْكْ". خاتما تعداده لأخطاء المنشط بالقول "خِتَامًا رَاهْ هَاذْ شِيمْعَيًقْ.إِلَا كُنْتِ كَدِيرْ هَاذْ شِي بَاشْ دِيرْ اَلْبُوزْ وُبْغَيْتِي تْوَلِي بْحَالْ(ندى حسي) و ( الملولي) و (روتيني اليومي) غَادِي تْكُونْ هَاذِي هِيَ اَلطًامَةْ اَلْكُبْرَى".

 

وأوضح مدون بصفحة "الإبداع المغربي" بأن كلمة" لَمَانْ يَا حْبِيبْ اَللهْ"، غير موجودة بقصيدة "اَلْحُرْمْ يَا رَسُولْ اَللهْ" و الحربة الصحيحة هي :

 

" الحرم يا رسول الله// الحرم يا حبيب الله

الحرم جيت عندك قاصد// سيدي يا حبيب الله" .

 

وأفاد في تدوينته بالقول بأن قصيدة: "(اَلْحُرْمْ يَا رَسُولْ اَللهْ) هي من تراث فن الحوزي المنحدر من مدينة تلمسان الجزائرية، و هذا الفن ليس بفن الغرناطي. من جهة أخرى هذه القصيدة منسوبة إلى الشاعر محمد بن مسايب و ليس لعبد الله بن مسايب".

 

من يكون الفنان المبدع محمد بن مسايب؟

 

عن سيرة شخصية الفنان محمد بن مسايب، أشار إلى أنه "أحد عمالقة الشعر الشعبي.يمتاز شعره بالرقة البالغة وبالثراء الفني الباهر، من أسرة أندلسية، ولد وعاش بتلمسان في القرن الثامن عشر للميلاد.من القليل الذي نعلمه عن حياة الشاعر أنه كان نساجا وأنهأحب فتاة تدعى عائشة، خلد اسمها في قصائد جميلة ذاع بها صيته وطارت شهرته في الآفاق. وبعد أدائه فريضة الحج كتب في ذلك قصائد جميلة، ولا يقل شعره الديني جمالا عن قصائده الغزلية.توفي عام 1768م".