الخميس 25 إبريل 2024
فن وثقافة

خولة فرحات: حكاية الأندلس.. أَنْدَلُسُنا ما بين المرابطين والموحّدين (الجزء الحادي عشر)

خولة فرحات: حكاية الأندلس.. أَنْدَلُسُنا ما بين المرابطين والموحّدين (الجزء الحادي عشر) خولة فرحات (في الإطار)

يوسف بن تاشفين اللّمتوني انتصر في الزلاّقة وأرجع الاندلس لأصحابها وبعد تصارعهم على الغنائم رجعَ وأخذها منهم قضى في الحكم 47 عاماً، ثم ماتَ في سنة 500هـ واستُخلِفَ على الحكم ابنه علي بن يوسف بن تاشفين. واصل المرابطون استرجاع الاراضي الأندلسية فحرروا سرقسطة حتى اقتربت الدولة المرابطية من فرنسا مرةً أخرى، لكن طليطلة تمنّعت لأنها من أشد بلدان النّصارى حصانة فاكتفوا بأخذ بعض المدن حولها. بعد سنة من موت يوسف بن تاشفين، دارت موقعة عظيمة جدّا بين المرابطين والنصارى وهي موقعة "أقليش" طبعا بقيادة علي بن يوسف بن تاشفين، فانتصر انتصارا ساحقاً ففتح المسلمون جزر البليار مرة أخرى في سنة 509ه فعُدنا نسيطر من جديد. في سنة 512هـ بالضبط تحدث ثورة في بلاد المغرب، فأثّرت على دولة المرابطين وأدت إلى هزيمتين متتاليتين من النصارى في بلاد الأندلس "هزيمة قَتَنْدة 514هـ" و"هزيمة القُليٍّعة 523هـ".  فُتِن المرابطون بعد يوسف بن تاشفين وبداو كيضعفو بالرغم من القوة العسكرية واستمرار الجهاد انشغلوا بالغنى الفاحش الذي أصبحوا عليه! ولم يستثمروا في بناء الدّولة ومؤسساتها كايعرفو غير الجهاد وأهملوا العِلم وبناء سياسة داخلية قوية ولم تعد الامور متوازنة كما كانت عليه في عهد عبد الله بن ياسين ويوسف ابن تاشفين... في هذا العصر سيظهر رجل اسمه محمّد بن تومرت من قبائل مصمودة غادي يدير ثورة نقدرو نقولو ثورة إصلاحية، ولكن بمنهج مختلف عن منهج عبد الله ابن ياسين! واااا ركزوا معايا محمد ابن تومرت ولد في سنة 473هـ وفي سنة 500هـ كان متشوقا للعلم وشغوفا بالسياحة في الارض طلبا للعلم. فهاد السنة غادي يسافر لقرطبة وتلقى العلم، ثم سافر للإسكندرية، ثم إلى مكّة، فبغداد حيث قضى عشر سنوات كاملة ببغداد التي كانت تموج بتيارات مختلفة، ثم ذهب إلى الشام وتتلمذ على يد الغزالي صاحب الإحياء، فعادَ إلى الإسكندرية فالمغرب، حيث مسقط رأسه وهو في سن 39 سنة.. يقولُ فيه ابن خلدون: أصبح محمّد ابن تومرت بحراً متفجّرا من العلم و شهاباً في الدّين .

 

صار ابن تومرت من العلماء الكبار في تلك الحِقبة، يُحكى أنه في طريق عودته من العراق بقي في الاسكندرية فترة كما قلنا، لكن هناك بدأ يتعامل بمبدأ النهي عن المنكر والأمر بالمعروف.. عيّق على عباد الله تمّا لأنه متشدد الى حدّ التنفير؛ بنادم هرب منو والسيد زاد فيه وهوما يطردووه گاااع من شدة فضاضته، ركب في سفينة متجهة إلى المغرب العربي وبدا فالسفينة يتفلسف على عيباد الله ومحرّر عليهم العيشة حتى لاحوه فالبحر.. وبقى يدرّع ويغوت حتى رَأَفوا به وأعادوه إلى سفينتهم وقالوا ليه غاتدوي غاتلاح تاني.. وصل ابن تومرت أخيرا إلى المهدية في تونس وبدا تاني الخييبرة ديالو، وحتى هوما جرّاو عليه السيد باغي يغيّر تغيير جذري والسّلام؛ الله ياودي يا ابن تومرت راه حتى الوحي نزل بشويا بشويا اتّا رخَف رخَفْ!! وهو في المهدية قابل عبد المؤمن بن علي الذي كان هو الآخر طالبا للعلم كما كان ابن تومرت وتآخيا وأصبحا صديقين.. فانضم إليهما مجموعة من الناس وخداو نفس نهج ابن تومرت حيت هو المعلّم... آش دار ابن تومرت بدا كايشوف ويتأمّل في أمور المرابطين وما وصلوا إليه من انحطاط أخلاقي وطغيان للوُلاة وظلم للحاكمين، فعرض على مجموعته باش يدخلو وسط النّاس ويبداو يحاربو المنكر وغادي نبداو بالرأس ونحيدو الحكّام ماغاديش نهاجمو الشعب... وقاليهم ناخدو الحكم علاش لاّ (سيييييييييير؛ ومالها الواحد هو لي يطلبها كبيرة). ولكن لخبار وصلات لعلي بن يوسف بن تاشفين باش يقصدو يقتلو ولا يسيفطو للسجن؛ مادار حتى وحدة من هادو؛ ااش دار؟! بذكاء فكّر باش يدير مناظرة مع هاد ابن تومرت وبعض علماء المرابطين بالفعل تمّت المناظرة وكان على رأس علماء المرابطين مالك بن وهيب وهو قاضي القضاة، لكن للأسف تفوّق في هذه المناظرة ابن تومرت تفوّقاً كبيرا. ماتنساوش اش قال فيه ابن خلدون وحاجّهم جميعاً؛ قاضي القضاة بعد هزيمته نصح علي بن يوسف باعتقال ابن تومرت لأنه يشكّل تعديدا لملكه وسلطانه، خصوصا وأن الشعب سيتعاطف معه، لكن وزير علي بن يوسف لم يقبل بهذا الاقتراح وطلب من علي ألا ينفذ هذا الحكم أبدا، لأنه مايمكنش حاكم دولة ضخمة غايدير راسو في خلية مكونة من ستة أو سبعة أفراد؛ فقرّر علي أخيرا إطلاق ابن تومرت لأنه اقتنع أنه لو نفّذ فيه حُكم السجن فسيظلمه ظلماً عظيماً، لكن علي اشترط عليه أن يترك مرّاكش ومايبقاش يدور فيها أبدا... ذهب ابن تومرت إلى قرية تُسمى"تَيْن ملَل"... وبدأ ينشر علمه، فكون مجموعة صغيرة من المريدين والتلاميذ وسمّاها جماعة "الموحدين" وكبُرت شوكته في تلك القرية بالرغم من انحرافاته العقائدية.. السيد راه أخذ العلم من تيارات مختلفة بحكم سياحته في أرض الله الواسعة.. ها السنة ها الشيعة هاا المعتزلة... إلخ.. السيد تخلطو عليه لعرارم.. من بين هذه الانحرافات:

- ادّعى أنه معصوم من الخطأ على غرار الشيعة

- ادّعى أن المرابطين من المُجسّمة على غرار المعتزلة الذين ينفون الصفات عن الله تعالى، وبهذا كفّر المرابطين فاستحلّ دماءهم 

- كان متساهلا في الدماء على غرار الخوارج، عندو القتل بحال شريب الما؛ يقتل كل من يخالفه في الرأي

- ادّعى أنه المهدي المنظر...

فصدّقه الناس للأسف وتعاطفوا معه؛ وتاقو فيه مع الوقت. تأملوا عُمق اسم الجماعة "الموحدين" معناه أنه لي خارج من هاد الجماعة راه كافر ولي مُنضوي تحت لوائها راه موحّد كاين لي دخل معاه إيماناً بأفكاره وكاين لي دخل معاه خوفا من أن يُقتَل... ابن تومرت استحلّ دماء المرابطين وولاو كايخرجو لي لقاوه منهم كايقتلوه وتصارع الموحدين والمرابطين في مواقع عديدة انتصر الموحدين في أغلبها أذكر منها على سبيل المثال "موقعة البُحيرة سنة 524هـ"، هذا يدل على أن ابن تومرت استطاع تكوين جيش كبير من المريدين، يعني المجموعة الصغيرة لي خرجات من مراكش مطرودة ولاّت جيش كامل مكمول، فقامت دولة الموحدين يا أصدقائي لكن قامت على دماء أكثر من 80 ألف مسلم قامت على الكذوب ..

ابن تومرت مات في سنة 524ه بعد أن نجح في إقامة دولة اسمها دولة الموحدين.. فاستخلف صديقه الذي ذكرناه في السابق وهو عبد المؤمن ابن علي، وظل يحكم جماعة الموحدين إلى أن سقطت دولة المرابطين في سنة 541هـ بالكامل على إثر مجزرة داخل مراكش، فتملّك الموحدون كل أراضي المرابطين... ولّى عهد المرابطين الذين ضعفوا بعد يوسف بن تاشفين وأصبحت البلاد بأكملها تحت قبضة الموحدين! كيف حكم الموحدون الأندلس؟! وهل بقيت أفكار ابن تومرت تسيطر عليهم؟! ابن تومرت هذا أول من أسس للخطاب التكفيري.. واستعمل الدين لبناء دولة!

مازالت حكايتنا طويلة ولم تسقط الأندلس بعد...