الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

صافي الدين البدالي: العمال في فاتح ماي يحذرون الحكومة من فيروسات أخطر من كورونا

صافي الدين البدالي: العمال في فاتح ماي يحذرون الحكومة من فيروسات أخطر من كورونا صافي الدين البدالي
لم تنتظر الطبقة العاملة في المغرب بلاغات حكومية تتعلق بمنع تظاهرات فاتح ماي السنة الماضية ولا هذه  السنة نظرا  لاستمرار مخاطر فيروس كلوفيد 19. ولم تنتظر من الحكومة أن تذكرها بمخاطر جائحة كورونا التي قد تتضاعف بفعل مسيرات فاتح ماي أو تذكرها بمصلحة الشعب.  فهي واعية كل الوعي بما يحدق بالبلاد من مخاطر الجائحة  لأنها من الشعب وإليه ولأنها تحس بمعاناته  كما يحس بمعاناتها؛  ولأنها منه وأقرب  إليه من الحكومة.  وبهذه المناسبة  مناسبة فاتح ماي2021، العيد الأممي للطبقة العاملة،  فإن أصوات العمال والعاملات من وراء جدار برلين الحكومي الذي اتخذته ضد كل حوار منتج لصالح الطبقة العاملة،  أصوات  تحذر هذه الحكومة  من مخاطر فيروسات كورونا مثل الرشوة والفساد ونهب المال العام والتي لا تلقيح ضدها في قاموس المغرب.  أصوات العمال والعاملات تحذر الحكومة من جائحة الاستبداد والاستغلال  للعمال والعاملات  ومن تشغيل القاصرين في ظروف غير إنسانية،  ومن قهر الشعب المغربي من خلال ما تتخذه الحكومة   من قرارات مجحفة  في حقه من خلال  الرفع من سلم الأسعار وحماية الفساد الذي عم جميع القطاعات الاجتماعية والاقتصادية، ومن تفشي الجريمة في المجتمع،  تحذر الحكومة من مخاطر نهب الثروات الوطنية ومن لوبيات الفساد.    تحذر  من المقاربات الأمنية و  من الانتقائية في فرض الحجر الصحي  بدل المقاربة التشاركية ،  مما أدى إلى الشطط في استعمال السلطة وابتزاز الضعفاء.  كما تحذر الحكومة من تبعات تعنتها أمام مطالب الشغيلة ومن سياسة القمع والتضييق عليها و  على الأساتذة   ضحايا التعاقد.  إن الطبقة العاملة ظلت تضحي من أجل الشعب طوال السنين بتحملها وزر الإنتاج في ظروف جد صعبة محفوفة بالمخاطر الجسدية والنفسية حتى تنعم السوق المغربية بالوفرة في الإنتاج وحتى تنتعش خزانة الدولة برصيد من العملة الصعبة من خلال الصادرات.  لكن الحكومة لم تقدر هذا الدور الذي تقوم به  الطبقة العاملة في المحافظة على استقرار الأمن الغذائي وعلي صحة المواطنين والمواطنات،  بل تتعاطى مع الطبقة العاملة بالتغاضي عن حقوقها المشروعة في جميع الميادين ، خاصة حقوق  عمال وعاملات  في المناجم والنظافة والإنعاش الوطني والعمال والعاملات في الحقل الزراعي.  لقد نسيت أو تناست الحكومة بان الطبقة العاملة هي جزء لا يتجزأ من الصراع الاجتماعي ضد الفقر والتهميش وضد الفساد والمفسدين.  ونسيت بأن الطبقة العاملة هي واعية كل الوعي بدورها التاريخي في ارتباطها بالشعب وبقضاياه المصيرية السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وبمصير البلاد في اكتمال وحدته الترابية وبمصير حق الشعب الفلسطيني في دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس.     فهنيئا للطبقة العاملة المغربية في المغرب وفي العالم