الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

ياسين بلقاسم : خسائر الجزائر في ملف الصحراء متواصلة..

ياسين بلقاسم : خسائر الجزائر في ملف الصحراء متواصلة.. ياسين بلقاسم
منيت الجزائر اليوم الاربعاء 21 أبريل 2021 بهزيمة نكراء خلال جلسة المشاورات التي عقدها مجلس الأمن الدولي مع بعثة المينورصو.
كانت الجزائر ودميتها جماعة البوليساريو تتطلع إلى اعتراف الأمم المتحدة بحرب مزعومة في الصحراء المغربية، وبذلت من الوسائل الكاذبة والدعاية المغرضة الشيء الكثير لمحاولة إقناع مجلس الأمن بهذه الحرب الافتراضية، التي لا توجد على الواقع، ولم تكن محل توثيق أو رصد من عناصر المينورسو.
حاولت دمية الجزائر الدفع بالأطفال والشباب والشيوخ للانتحار بحجة الحرب، وبغرض تقديمهم قرابين في سبيل حصولها على مقعد في مائدة مفاوضات تخلت عنها بإرادتها، لكن بدون جدوى، قالت الأمم المتحدة أنها توصلت بالفعل بمراسلات من طرف دمية الجزائر حول ضحايا حرب وهميين، لكنها لا تؤكد صحة ذلك.
بعد خمس دقائق من انتهاء لقاء مجلس الأمن نشرت الوكالة الرسمية للعسكر الجزائري بيانا نسبته إلى جماعة البوليساريو تتهم من خلاله مجلس الأمن من جديد بالتقاعس، ونعتته بأقدح النعوت لأنه كذب حدوث حرب في الصحراء بما في ذلك بالمنطقة العازلة شرق وجنوب الجدار الأمني.
إن الجزائر اليوم مصدومة مرتين: لا حرب ضد المغرب ولا مقتل الداه البندير، رئيس درك جماعة البوليساريو من طرف القوات المسلحة الملكية. مصدومة ثانية بالحقيقة المرة، بأن المنتظم الدولي لا يبالي بخزعبلاتها وبياناتها الفارغة حيث قام المجلس بوضع الأمور في نصابها، وإعطاء لدميتها حجمها الحقيقي في كونها عصابة قطاع الطرق وفقط كما وقع في معبر الكركرات الرابط بين المملكة المغربية وموريتانيا السنة الماضية، دون أن يلتفت لما قدمه الإعلام الجزائري المأجور من أخبار مغلوطة.
اعتمد مجلس الأمن على آلياته الرسمية في تحديد طبيعة التعامل مع الملف، وبالتالي اتخاذ إجراءات شكلت صدمة للجزائر وجماعتها حيث لم ينفع الدعم المالي واللوجيستيكي الجزائري ومحاولات ترويج الأخبار السامة والزائفة للدفع بكل الوسائل لاستصدار موقف أممي يخدم مصالحها التوسعية.
فمتى سيقتنع العسكر الحاكم بالجزائر بفشله الذريع في ملف الصحراء المغربية، ويعترف بالخطأ الكارثي التاريخي في معاداته للمغرب الشامخ؟ أم أنه سيدس رأسه في التراب، وينحني للموجات والضربات القوية المتتالية التي يتلقاها كل يوم في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في ملف حقوق الإنسان، وضربات أخرى جد قاسية تقض مضجعه كل يوم في شوارع المدن الجزائرية وعواصم العالم التي تشهد مسيرات الحراك من أجل "دولة مدنية ماشي عسكرية" وضد "تبون مزور جابوه العسكر ماكانش الشرعية" وضد "مخابرات إرهابية، تسقط المافيا العسكرية"؟