الثلاثاء 23 إبريل 2024
مجتمع

باب ماجاء في تدوينة رئيس جماعة لوطا والحجر الليلي !!

باب ماجاء في تدوينة رئيس جماعة لوطا والحجر الليلي !! المكي الحنودي
تستدعي تدوينة للمكي الحنودي، رئيس جماعة لوطا (التابعة إداريا لإقليم الحسيمة)، التي امتطى فيها فرس الشعبوية بتأكيده أنه بصفته رئيسا للجماعة يرخص لسكانها التنقل الليلي في رمضان كتحدي لما اتخذته الحكومة من تدابير وفق قانون الطوارئ الصحية بعض التوقف.
ودون استحضار الخرجات العديدة لرئيس جماعة لوطا المتعددة والشعبوية ودون التوقف عند سوابق هذا الرئيس الكثيرة، حيث اشتهر بكتابة تدوينات تم يتراجع عنها ويمسحها ويعتذر عن ما كتبه !
هناك ست ملاحظات للتعليق على تدوينة رئيس لوطا التي تم تداولها بقوة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وهي:
1. أصلا جماعة لوطا قروية وسكانها لا يتعدون 5000 نسمة، موزعين على دواوير مشتتة ولا يربط بينها أي طريق اللهم بضع مسالك متربة.
2. جماعة لوطا لا يوجد فيها أي مركز أو تجمع بشري أو تجاري، اللهم بضع محلات عشوائية من الطوب أو البناء المحلي يتحلق حولها مساء بعض المواطنين الطاعنين في السن لتبادل الحديث و"تبادل السبسي" مثل ما نعاينه في العديد من الدواوير بالبوادي المغربية الأخرى بدكالة أو زعير أو احمر أو الشياظمة أو عبدة أو الرحامنة أو لمجاعرة او أولاد سلامة إلخ...
3.أصلا لا تتوفر جماعة لوطا على أي مرفق يتحكم فيه رئيس مجلس الجماعة حتي يصدر قرارات أو أوامر. ومايهمنا في حالتنا اليوم هي المساجد التي قد تغري البعض بالذهاب إليها للتعبد في صلاة التراويح. والمساجد كما نعلم ليست من اختصاص رئيس المجلس البلدي أو القروي، بل هي اختصاص حصري لمندوب وزارة الأوقاف ورئيس المجلس العلمي المحلي( كل واحد في ما يهم اختصاصاته)، يضاف لهم القائد الذي تشمل سلطاته مراقبة المساجد.
4. أصلا سكان جماعة لوطا ( وغيرهم من سكان البوادي المغربية)، لا يعرفون عادة السهر والسمر (سواء في عهد ماقبل كورونا أو في زمن كوفيد)، بالنظر إلى أن الفلاحين وسكان البوادي ينامون أصلا باكرا، لأنهم "متبوعين" بالأعمال الشاقة ولا يوجد من ينوب عنهم للقيام بأشغالهم لإيمانهم بمقولة:"ماحك جلدك مثل ظفرك" وليست لهم تلك الطقوس المألوفة بالوسط "الحضري" من"سهير" في المقاهي وارتياد القيساريات والمولات أو التجول بالشوارع ليلا أو أداء للتراويح بالمساجد أو تنظيم "لقصاير بالشطيح والرديح" في الحدائق والشواطئ الى أن يقترب آذان الفجر.
5. منذ بدء فرض حالة الطوارئ منذ سنة وما يزيد، لم تطرح البوادي أو الجماعات القروية بالمغرب أي مشكل في هذا الباب ( ويمكن لأي واحد أن يستفسر دركيا زميلا له أو قريبا، بحكم أن الدرك الملكي هو المسؤول عن الأمن بالوسط القروي)، لأن شروط الاختلاط والاحتكاك غير متوفرة. فجماعة لوطا ليست هي إمزورن أو أحفير أو كهف النسور أو جرف الملحة أو خميس الزمامرة أو سيدي بيبي أو بومية أو زومي وغيرها من المراكز الحضرية التي تنبض حيوية وتعج بالسكان وبالمرافق. حتى تقام الدنيا وتقعد لو بادر رئيس مجلس جماعة إحدى هذه المراكز والمدن مثلا إلى القيام بخرجة "البوز" بمثل ماقام به الحنودي رئيس جماعة لوطا القروية .
6..رغم إيماننا بلامشروعية حكومة العثماني وبلاشعبيتها، فإن المغرب تؤطره وثيقة دستورية وترسانة قانونية.وهناك قانون الطوارئ ساري مفعول الذي يعطل أصلا كل نص يتكئ عليه هذا المسؤول أوذاك (طبعا في حدود وانضباطا لمساطر وشكليات).فما بالنا برئيس جماعة قروية ليس له أصلا أي اختصاص في هذا الباب.
"الحاصول" هزلت والمغرب محزم بـ.......