الخميس 28 مارس 2024
سياسة

قسومي: الترحال السياسي أحد أكبر عوائق التطور الديمقراطي في المغرب

قسومي: الترحال السياسي أحد أكبر عوائق التطور الديمقراطي في المغرب نجيبة قسومي

مواكبة من جريدة "أنفاس بريس" للمشهد الحزبي مع خروج أباطرة الإنتخابات من جحورهم استعدادا لاستحقاقات 2021، طرحنا على مجموعة من الفعاليات سؤال الترحال السياسي كظاهرة مقلقة يشمئز منها المغاربة وتصدمهم كلما دقت ساعة التمرين الديمقراطي في علاقة بمؤسساتنا التمثيلية، الأغرب من ذلك أن سلوك الإنتقالات وتغيير الأقمصة والتنكر للحزب يقوم به أشخاص يعتبرون أنفسهم قياديين بأجهزة أحزابهم ومن المفروض فيهم تحصين المؤسسة الحزبية والإرتباط بها والعمل على توسيع قاعدتها بالتأطير والاستقطاب والتعبئة.في هذه الورقة نتقاسم مع القراء رأي الفاعلة الجمعوية، نجيبة قسومي:

منذ عقود والمغرب يعيش على وقع الترحال السياسي المصلحي بإيعاز من جهات معينة، أو من طرف محترفي الإنتخابات بالأحزاب الإدارية التي صنعت داخل مختبرات المخزن. فكلما إقتربت العملية الإنتخابية إلا وطفت هذه الظاهرة على السطح، حيث تتعدد أسبابها ويتنوع اللاعبون في حلبتها، وأصبح هذا الوضع أحد عوائق التطور الديموقراطي بالبلاد،وهو مايعبر عن عدم نضج الفاعل السياسي المغربي .

انتقلت هذه العدوى من أحزاب كنا ننعتها بالإدارية لغياب الخط السياسي الناظم، نحو أحزاب آمنا واعتقدنا في مشروعها المجتمعي الديمقراطي وأصالتها ووطنيتها، حيث أصبحت هي الأخرى في كل محطة إنتخابية تبحث عن أعيان وزبناء ومحترفي "السوق" الإنتخابية.الشيء الذي أفقد الديمقراطية جوهرها، كما أفقدها تنافسية المشاريع والبرامج السياسيةبتعاقدات مجتمعية معقولة تعكس تطلعات المواطنة والمواطن المغربي.

لقد أفرز هذا الوضع الشاذ،انعدام الثقة في الفعل والفاعل السياسي وفي المؤسسات التمثيلية، مما أدى إلى عزوف الناخبين عن العملية السياسية برمتها، بتعليل أن السياسيين لا قيم لهم، ولاأخلاق ثابتة لديهم، وارتباطهم بالمواطن هو مجرد ارتباط مصلحي وانتهازي يتغير بتغير الظرفية السياسية وتقلباتها في ظل طبقة سياسية فاشلة لازالت تشتغل بآليات الزبونية والمحسوبية والسباق نحو الريع السياسي...حيث انحرف المسار عن سكة الانتقال الديمقراطي المنشود.

 

إن ظاهرة الترحال السياسي هي إحدى الظواهر السلبية التي تشوه العمل الحزبي، وتعكس الصورة الحقيقية لنظام سياسي معاق لا يؤمن بأن السياسة أخلاق قبل كل شيء، ويبدو أن لوبيات الترحال قدشيدت متاريس ممانعتها ضد الديمقراطية بالبلاد..