عبد الصمد الحفياني لايمكن أن تمر سنة دراسية بدون انقطاعات واحتجاجات، وهذا يبدوا جليا في الآونة الأخيرة. ولعل أبرز الأسباب لهذا هو أن رجل التعليم الذي هو بمثابة المحرك في مسيرة التنمية. أصبح مبتذلا مهانا.
إن هؤلاء المسؤولين الذين أشعلوا فتيل الحرب هم من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. لقد أُهدرت ساعات لاتعد ولا تحصى من الزمن المدرسي. نتيجة غياب الحوار ونتيجة سياسة الأذان الصماء التي تنهجها الوزارة الوصية، في حين أن المتضرر الوحيد هو التلميذ، فذنبه الوحيد أنه منتسب لهذه المدرسة العمومية التي لاتستقر على حال لأن المعاول تعمل على هدمها ليلا ونهارا، من دعاة الخوصصة ومن سار على نهجهم.
قد يبدوا لمتتبع احتجاجات الأساتذة بمختلف تنسيقياتهم، سواء منهم الذين فرض عليهم التعاقد، أو حاملي الشهادات، أو غيرهم، أنه نضال في ظاهره تحقيق مآرب خاصة. لكنه في جوهره وقوف في وجه منتهكي حرمة رجل التعليم خاصة والتعليم بشكل عام .
كما أن الغريب في الأمر هو أن ردة فعل الوزارة تتجه تلقائيا إلى القسوة بدل المرونة فتفصل مديرا هنا. وتتابع أستاذا آخر هناك، مما يزيد الطين بلة، ويؤزم الأوضاع من جديد، فما أحوج وزارتنا إلى تبني المسؤولية لسد الثغور وإنصاف المحتجين أو بالأحرى الاستماع لمطالبهم، لأن الاستماع مقدمة للحوار، وهذا الأخير سبيل إلى التفاهم حتى تعود المياه إلى مجاريها.
