الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

الدكتور الطيب حمضي: لهذه الأسباب لا يجب تعليق لقاح استرازينيكا

الدكتور الطيب حمضي: لهذه الأسباب لا يجب تعليق لقاح استرازينيكا الدكتور الطيب حمضي

خلال برنامج حديث المدينة بإذاعة طنجة، الذي ينشطه الزميل سعيد كوبريت، اعتبر الدكتور الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن النقاش المطروح اليوم حول لقاح استرازينيكا يكتسي أهميته؛ لأنه يتعلق بسير الحملة الوطنية التلقيح والتي تشكل الطريق نحو الوصول إلى المناعة الجماعية والقضاء على الجائحة والعودة إلى الحياة الطبيعية.

وأوضح بأنه بالنسبة للنقطة المتعلقة بلقاح استرازينيكا، فإن بعض الدول علقت استعماله، بينما دول أخرى، بينها المغرب، ما زالت تواصل استعماله.. ويشرح الدكتور حمضي ذلك بأن منظمة الصحة العالمية في اجتماعين لها في الأسبوع الماضي قالت في تقييمها الوضعية بأنه ليس هنالك أي دليل على علاقة أعراض تخثر الدم بلقاح استرازينكا، وبأنه لا يجب تعليق استعمال هذا اللقاح لان الربح الذي يتم الحصول عليه من التلقيح هو أكبر بكثير من الخسارة التي تترتب عن تعليق استعماله؛ وهي نفس الخلاصات التي انتهت إليها الوكالة الأوروبية للأدوية المكلفة بتدبير الأدوية واللقاحات.

وإلى ذلك تساءل الدكتور حمضي لماذا تكون خلاصات الدوائر العلمية والصحية مختلفة عن قرارات الدوائر السياسية؟ ليجيب بأنه في الدنمارك عندما علقت في 11 مارس 2021 استعمالها استرازينيكا بررت بأنها اتخذت القرار من باب الاحتياط لأنها لا تتوفر على دليل على وجود علاقة بين هذا اللقاح والمضاعفات التي قد ينتجها؟! كما أن فرنسا وألمانيا كانتا تواصلان استعمال هذا اللقاح إلى غاية الاثنين 15 مارس الأخير حيث توقفنا عن استعماله دون أن يكون أي معطى جديد يبرر تعليق اللقاح؟ !

وأردف الدكتور حمضي بأنه من الناحية العلمية الصرفة عندما تدخلت المنظمة العالمية للصحة أو الوكالة الأوروبية الأدوية أو الدول الأخرى المستمرة في التلقيح باسترازينيكا، مثل بريطانيا بلجيكا ودول أخرى كالمغرب، فلأنه كانت هنالك اعتبارات علمية.

فإلى حدود الأحد 14 مارس تم تلقيح 17 مليون بلقاح استرازينيكا بأوروبا سجلت خلالها 37 حالة من مشاكل تخثر الدم؛ وتقول الإحصائيات أولا إن رقم 37 هو أقل عدد من حوادث تخثر الدم للناس الذين لم يتم تلقيحهم، بصفة نهائية؛ وهذا ما يدل على عدم وجود العلاقة السببية بين اللقاح والحالات التي ظهرت؟! ثم ثانيا أن مشاكل تخثر الدم التي ظهرت بعد تلقيح 17مليون أوروبي باسترازينيكا هو نفس عدد مشاكل تخثر الدم عند الملحقين بلقاح فايزر؛ ولكن لم يثبت تعليق هذا اللقاح من أي طرف أو جهة؟

وثالثا أن منظمة الصحة العالمية والوكالة الأوروبية الأدوية تجمع على أن مشاكل تخثر الدم هي أصلا في الدراسات السريرية لاسترازينيكا ليست جزء من المضاعفات؛

ورابعا تقول منظمة الصحة العالمية بأنه مادام إلى حدود الساعة ليست هنالك علاقة بين لقاح استرازينيكا وهذه الحوادث المثارة والموجودة بين الناس داخل المجتمع بشكل أكبر من الملقحين؛ فإن الدول التي تعلق التلقيح باسترازينيكا لا تمنع الوباء من الاستمرار للأسف؛ بل تزداد حالات الوفيات بسبب التعليق أكثر من الحوادث المسجلة

وأكد الدكتور حمضي بأن من المنتظر يوم الخميس 18 مارس 2021 صدور القرار النهائي للمنظمة العالمية للصحة بعد دراسة ومراجعة استرازينيكا وجميع اللقاحات المستعملة فايزر وموديلنا وغيرها ؛علما بأن بريطانيا هي الدولة التي لقحت أكبر عدد ممكن حوالي 11مليون بلقاح استرازينيكا؛ كما أن بريطانيا لها نظام مراقبة واليقظة الدوائية كبير تعتمد عليه دول العالم في مراقبة الأدوية واللقاحات؛ ولو كانت هنالك مشاكل جراء تلقيح 11 مليون لكانت أول من تسجلها وترصدها؛ بل بالعكس فهي لم تلاحظ أية زيادة في الخطر بالنسبة لتخثر الدم؛ لهذا يرى الدكتور حمضي بأن حملة التلقيح يجب أن تستمر وان الخسارة والخطورة تكون أشد في تعليقها وتوقفها.

وحول التزود وتدبير المغرب للاحتياط من اللقاحات، أوضح الدكتور حمضي بأن المغرب احتل الريادة على المستوى الإفريقي في مجال التلقيح، فمن أصل 100 جرعة التي أعطيت ضد كوفيد 19 بأفريقيا، استعمل المغرب 95 منها، بينما الخمسة الباقية موزعة على أفريقيا كلها، وهذا يبين أهمية الحملة الوطنية للتلقيح التي يباشرها المغرب، أما بخصوص قضية التوفر على الاحتياط من اللقاحات فهو مشكل عالمي يقول حمضي؛ ومن المؤكد أن تكون تعثرات في التوصل باللقاحات؛ والمغرب لحسن الحظ على خلاف الدول الأوروبية يتوفر على ساكنة شابة وهذه نقطة إيجابية؛ فساكنة 60 سنة فما فوق تمثل 11 ونصف% أي حوالي 4 مليون نسمة؛ في حين نجد في فرنسا أن هذه الفئة العمرية تحتل 25% أي حوالي 19 مليون نسمة؛ وبفضل هذه التركيبة السكانية الشابة للمغرب استطعنا إذن حماية المنظومة الصحية وحماية المواطنين الموجودين في الواجهة ومررنا في اللقاح من أعمار 75 سنة إلى 65 سنة ثم 60 سنة ثم مررنا إلى أصحاب الأمراض المزمنة بغض النظر عن سنهم؛ لأنه كانت لنا في البداية إمدادات مهمة من اللقاح، واستطعنا حماية الفئات الهشة كما أنه بالنظر إلى البنية السكانية الشابة للمجتمع.

فالمشكل لن يكون مطروحا بالنسبة للمغرب بنفس الحدة التي في الدول الغربية بخصوص النقص في الجرعات؛ كما أن المغرب مع ذلك يضاعف جهوده من أجل الحصول على إمدادات أخرى؛ ويبحث عن منافذ جديدة مثل لقاح سبونيك، هذا وأثبتت دراسات بأن لقاح استرازينيكا في الجرعة الأولى له أهمية كبيرة ويمكن تأجيل الجرعة الثانية إلى ثلاثة أشهر، وبالتالي يمكن توسيع دائرة المرشحين التلقيح من خلال التباعد الزمني بين الجرعة الأولى والثانية وهذا وارد؛ كذلك بينت دراسات أخرى إلى أن الذين سبق لهم أن أصيبوا بكوفيد 19يمكنهم الاكتفاء بجرعة واحدة وهذا من شأنه توفير كمية من الجرعات.

والمهم جدا يخلص الدكتور حمضي، ونحن مقبلون على شهر رمضان، هو التذكير بالأجراء الثالث الذي يمكن أن نصل به إلى المناعة الجماعية المنشودة بشكل سريع، ويتمثل في احترام التدابير الاحترازية خلال الأسابيع المقبلة حتى لا تنفجر عندنا الوضعية الوبائية.