الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

اسمهان عمور: حين وجدت نفسي وسط عقد من الجواهر في سماء بيت الصحافة

اسمهان عمور: حين وجدت نفسي وسط عقد من الجواهر في سماء بيت الصحافة اسمهان عمور في لحظة من لحظات التكريم المغمور بالمحبة والعرفان

كنت واهمة حين اعتقدت أن الزمن جاحد، كنت غير مطمئنة للنفس البشرية التي يخترقها الشيطان لينفث سموم الشر والضغينة... حين وجدتني وسط عقد من الجواهر، مطوقة بالحب والعرفان... خجلت من نفسي التي علت وسمت في سماء بيت الصحافة وأنا أنصهر مع كل كلمة حب من السيدات.. رائدة الإعلام السمعي أمينة السوسي، الشاعرة والإعلامية فاطمة برودي، الفنانة كريمة الصقلي، الشاعرة ورئيسة رابطة كاتبات المغرب السيدة عزيزة يحظيه عمر، الإعلامية والنائبة البرلمانية نعيمة فرح، الشاعرة والمبدعة إكرام عبدي، البروفسور حنان الركاين والإعلامية إيمان اغوتان.

 

 

دهشتي كانت قوية وأنا أستمع لشهادة السيدة أمينة السوسي، وهي من الجيل المؤسس رفقة زوجها الراحل خالد مشبال للإعلام التفاعلي في إذاعة طنجة، هي التي آمنت بي منذ البدايات، وآمنت بجيل لاحق يميزه الأداء والمعرفة والثقافة، فكنت ابنتها التي لم تلدها.

 

استغربت لكم الحب الفائض ليلة التكريم تحت سقف بيت الصحافة.. من فاطمة برودي التي نثرت الورود والمحبة، من عزيزة التي اعتبرتني كوكبا، من كريمة التي صدحت بصوتها مؤدية مقاطع من العشق والحب إهداء لي، ومن إكرام التي أثنت على طريقة حواراتي معها، ومن نعيمة التي استحضرت أولى خطواتي في الإذاعة، ومن البروفسور الدكتورة حنان الركاين التي آمنت بالعمل الإذاعي ودوره في التحسيس من خلال تجربتي معها هي التي كانت وفية للاستماع إلى صوتي أيام الحرم الجامعي...

 

 

انهمرت دموعي وأنا أنصت إلى الرجل الذي قضى عمرا في سجن تازمامارت السيد أحمد المرزوقي الذي بعث بفيديو بالمناسبة ليعبر فيه عن حرصه وحرص بعض السجناء في المعتقل على التقاط ذبذبات الإذاعة يوم السبت ليتابعوا برنامج حقيبة الأسبوع ولينصتوا إلى الصوت الذي اخترق جدران الزنازن مانحا إياهم جرعة الأمل في الحياة...

 

شدهت لكلمة الطبيب الخبير مولاي رشيد مستعين الذي حرص على بعث كلمة تلتها البروفسور حنان الركاين عبر فيها عن حبه للإذاعة، وعن إعجابه ببرنامج "حبر وقلم"، وعن تفرد الإذاعة بصوت قل نظيره...

 

 

لم يبخل رئيس بيت الصحافة الإعلامي سعيد كوبريت بالمفاجآت حين أطلق شعار برنامج "حبر وقلم"، فأحسست أني أسمعه لأول مرة، وأن الصوت المصاحب صوت سيدة أخرى؟؟

 

انسلخت روحي عن جسدي وحلقت بعيدا مرفرفة في عوالم اخرى، غير متيقنة أن المرأة التي تحمل اسم اسمهان هي أنا.!! بل هي سيدة تنتمي إلى عالم المذياع الذي بفضل ذبذباته امتد صوتها إلى قلوب من آمن بها وبتجربتها التي بلغت 33 سنة.

 

 

حينها، وفي لحظات التكريم، أيقنت أن الحياة منصفة، ولو بعد حين، وأن الزمن لم يكن جاحدا، بل جاد علي وأكرم باحتضاني تحت سقف بيت الصحافة بطنجة يوم 6 مارس 2021...