الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

بلقايد : الفنان سعد المجرد يفتح سؤال دور الموسيقى في الديبلوماسية الثقافية عالميا 

بلقايد : الفنان سعد المجرد يفتح سؤال دور الموسيقى في الديبلوماسية الثقافية عالميا  الفنان سعد المجرد، وعبد العالي بلقايد
 المصالح الحيوية لأي بلد لا يمكن الدفاع عنها فقط بأساليب الديبلوماسية التقليدية، بل أضحت أدوات الديبلوماسية الغير المباشرة فاعلة وفعالة في صنع رأي عالمي عارف بقضايانا .وبذلك كانت الرياضة، والغناء، والسينما من الأدوات الأساسية في إشعاع أي بلد حضاريا .
إن الفنون وخاصة الموسيقى التقليدية، لها دور قوي في التأثير الوجداني والنفسي على المتلقي لامتلاكها حمولة صوفية وسحرية، لإرتباطها ببدايات البشرية التي ارتكزت على السحر والأسطورة .
 النجم المغربي سعد المجرد أدخل  التراث إلى العالمية عبر إدماج اللون الهواري في قوالب الموسيقى عالمية، ما يجعلنا نتساءل عن مدى  قدرة التراث المغربي اكتساح  الذائقة الفنية العالمية ؟ لأن سعد المجرد من المغنيين الأكثر انتشارا عالميا. فهو لا يحتاج إلى من يروج له .
صحيح أن بعض الألوان التراثية المغربية معروفة عالميا ككناوة، والموسيقى التقليدية الجبلية، و الراي، ولكن أن يعمل على إبراز بعض الألوان من الموسيقى التقليدية كالهواري فهو إجتهاد خلاق ومتميز من طرفه.
فما  أثار إنتباهنا ونحن نتتبع هذه الأغنية  المعنونة بـ "الغادي واحدو" والتي تم بناؤها على خلفية تراثية أنها سجلت قرابة ثمانية ملايين مشاهدة خلال أربعة أيام وهو رقم قياسي مرشح للإرتفاع مستقبلا . 
فهذا الإنتشار الكبير للأغنية مرده الشهرة الواسعة لسعد المجرد عالميا، وبذلك فالنجم يمتلك رأسمالا معنويا كفيل بالتأثير على جمهور واسع يتتبع إنتاجه ويتفاعل معه. وهو ما يمكن استثماره للتعريف بالتراث المغربي و الحضارة المغربية.
 الدور الدبلوماسي الذي يمكن أن يؤديه النجم على قدر كبير من الأهمية، وذلك حين نمتلك  نجوما في حجم سعد لمجرد .
هذا المجهود الذي قام به سعد يجب أن يفتح أعيننا على الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن في الترويج للمصالح الحيوية للمغرب.

 
عبد العالي بلقايد، الباحث في التراث