الثلاثاء 19 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد شفيق: القاسم الانتخابي تحسين للشروط الانتخابية أم تهديد للديمقراطية؟

محمد شفيق: القاسم الانتخابي تحسين للشروط الانتخابية أم تهديد للديمقراطية؟ محمد شفيق
لم يكن التصويت على التعديل الذي عرفه القاسم الانتخابي ليمر بسلام، فقد بلغ رد فعل العدالة والتنمية درجة من التوتر والانفعال دفع بعض مناضليه إلى الدعوة إلى عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة، كما حاولت بعض المواقف من داخل هدا الحزب إلى تقديم الأمر على أنه تهديد للديمقراطية واستهداف للمكانة المعتبرة التي يتمتع بها هذا الحزب لدى الكتلة الناخبة.
من المؤكد أن القاسم الإنتخابي على أساس المسجلين سيلحق بعض الأضرار بالحزب الحاكم، فقد يحرمه من دون شك من مقاعد الصف الثاني مما يعني عدديا فقدانه لـ 22 نائبا، ولكن السؤال المطروح هل تقلص عدد النواب ينطوي على تهديد للديمقراطية؟
إن الأمر يتعلق بنوع من التهويل الذي يتقنه هذا الحزب، وتلك المظلومية التي غالبا ما يتدثر بها كلما أحس بنوع من التهديد لمصالحه الانتخابية.
لقد ظل حزب العدالة والتنمية المستفيد الأكبر من ظاهرة العزوف وضعف المشاركة إلى جانب الاحترافية الكبرى التي أبداها في ضمان انضباط مناضليه وتعهد قلاعه الانتخابية مقابل ضعف الأحزاب وتراخيها، واليوم يستشعر هذا الحزب أن بعض التعديلات التي تطال منظومة الانتخابات والتي قد تعيد بعض الحيوية للمشهد السياسي وتصالح اللحظة الانتخابية مع بعض من الحماس والتعبئة وتفتح إمكانية تواجد تعبيرات مجتمعية وتعزيز تمثيليتها، لن تمر دون آثار جانبية على مكتسباته الانتخابية.
ألم يسبق لهذا الحزب أن قلص من هامش مشاركته بعدم تغطية جميع الدوائر دون أن يعتبر ذلك تهديدا للديمقراطية أو مساسا بها.
إن كسب ثقة الناخبين والحفاظ على القوة التمثيلية رهينة بالقدرة على تعبئة الناخبين و إقناعهم بجدوى الإصلاحات والمكاسب التي تم تحقيقها من أجل تحسين معيشتهم اليومية ومواجهة المستقبل بكثير من الثقة والأمل، وليس بمجرد الاحتفاظ بتدبير تشريعي قابل للمراجعة والتحسين المستمر.
 
محمد شفيق، فاعل جمعوي