الثلاثاء 19 مارس 2024
مجتمع

"أجيال للتنمية" تترافع من أجل تجويد المشاركة السياسية للمرأة بوزان

"أجيال للتنمية" تترافع من أجل تجويد المشاركة السياسية للمرأة بوزان منصة اللقاء وجانب من الحضور

رسالة قوية وجهتها جمعية "أجيال للتنمية بمقريصات" للتنظيمات الحزبية بإقليم وزان، عشية الشروع في وضع اللمسات ما قبل الأخيرة للاستحقاقات الانتخابية، من أجل توفير هذه الأحزاب للبيئة الملائمة لضمان مشاركة نسائية ذات منسوب عال من الجودة، وتعزيز حضورها العددي في المجالس الجماعية تفعيلا للفصل 19، الذي من بين ما جاء فيه "تسعى الدولة إلى تحقيق المناصفة بين الرجال والنساء".

 

ولإعطاء مضمون إيجابي لهذه المشاركة، وبحثا عن سبل الرفع منها وتجويدها، استضافت جمعية "أجيال للتنمية بمقريصات" التي تعمل على تنزيل مشروع "المشاركة السياسية للمرأة آلية أساسية للحكامة المحلية"، الممول من طرف "صندوق الدعم لتمثيلية المرأة"، (استضافت) حول مائدتها المستديرة التي نظمتها بمدينة وزان، مساء يوم السبت 27 فبراير 2021، ممثلة وممثلي خمسة أحزاب سياسية لها حضورا قانونيا بالإقليم، وبمجالسه الجماعية 17 لترصيد المكتسبات المحققة في هذا المجال، وللوقوف على الإكراهات والمعيقات الموضوعية والذاتية التي تفرمل حضور المرأة في المشهد السياسي على طول مساحة إقليم فتي إداريا، لكن من ينبش في تاريخه سيقف على أن نساء دار الضمانة الكبرى شاركن بشكل نوعي في مقاومة المستعمر، وفي معركة تثبيت استراتيجية النضال الديمقراطي، لكن سيادة الثقافة الذكورية حالت دون ابراز مختلف هذه الاسهامات وغيرها من الاسهامات وفي مختلف المجالات التي تفوقت فيها المرأة بشكل لافت.

 

الحوار المباشر بين ممثلة وممثلي الأحزاب المشاركة، والفعاليات المدنية والسياسية التي لبت دعوة الجمعية، سلط الضوء على  مفهوم المشاركة السياسية التي لا تعني غير المشاركة في صنع القرار، وتوقف مطولا عند  مشاركة النساء في الحياة السياسية التي تعتبر من أهم عناصر العملية الديمقراطية. وخلص المشاركات والمشاركون إلى أن درجة نمو أي مجتمع تقاس بمقدار دمج نسائه في قضاياه الخاصة والعامة، وتعزيز قدراتها للمساهمة في دوران العملية التنموية.

 

النقاش ركز كذلك على أهم المكتسبات الدستورية والقانونية والثقافية التي راكمتها بلادنا وهي تنتصر للإنسانية المرأة وكرامتها، ومن بين هذه المكتسبات التي تحاول الثقافة الذكورية الالتفاف عليها، وإفراغها من مضمونها الحداثي الذي يصب في محيط المساواة في الحقوق، مكتسب الحضور الفعلي والنوعي للنساء في مسلسل الاستحقاقات الانتخابية ترشيحا وانتخابا وتقلدا للمواقع المتقدمة بالمؤسسات المنتخبة.

 

"واقع المشاركة السياسية للنساء بوزان، وسبل الرفع منها وتجويدها"، حضر بقوة في هذه المائدة المستديرة. فقد جاء تشخيص هذه المشاركة رمادي اللون ببعض المجالس، وقاتما بأخرى، ونقط الضوء القليلة التي فتحتها منتخبات محسوبات على رؤوس الأصابع بهذه الجماعة أو تلك، كثيرا ما واجهتها العقلية الذكورية التي تمتح من زمن العبيد، الذي قال عنه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"، بالتشويه والمس بشرفهن .

 

الفعاليات المشاركة في هذه المائدة المستديرة نبهت ممثلة وممثلي الاحزاب السياسية التي تقدمت بأوراق قرأت فيها واقع المشاركة المذكورة بوزان، إلى الافراغ الذي تعرض له محتوى مبدأ "التمييز الايجابي" الذي اعتمده المغرب لضمان مشاركة كمية ونوعية للنساء في المؤسسات الدستورية المنتخبة، وهو إفراغ غير بريء تقف وراءه "كائنات انتخابية لوثت بممارساتها الإقصائية الكثير من المجالس الجماعية بإقليم وزان.

 

المائدة المستديرة انفضت بتقديم جملة من التوصيات تمد جسورا أمام نساء إقليم وزان لضمان حضورهن المرتفع عدديا وجودة في الاستحقاقات الانتخابية التي تفصل بلادنا عنها مسافة السكة. وهي التوصيات التي ستعود جمعية "أجيال للتنمية بمقريصات" لتضمينها بميثاق أخلاقي، من المتوقع أن توقع عليه الأحزاب الحاضرة في حفل رسمي.

 

يذكر بأن المائدة المستديرة التي أدارها الفاعل الحقوقي محمد حمضي، انطلقت بكلمة باسم الجمعية قدمها كاتبها العام عبد الرحيم خواجة، وبعرض حول أهداف المشروع ومجالاته بسطه أمام الحضور منسقه محمد الترغي.