الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: الرئيس الجزائري لن يتعافى من كوفيد اسمه المغرب

يوسف غريب: الرئيس الجزائري لن يتعافى من كوفيد اسمه المغرب يوسف غريب
حضرة الرئيس :
قبل التفصيل حمداً لله على سلامتكم وعودتكم بعد غياب فاق المائة يوم تقريبا عرفت فيه المنطقة مستجدات وأحداث تحمل بوادر تغييرات إستراتيجية عميقة لمرحلة ما بعد كورونا.. دفعني الأمر إلى متابعة أول خطاب رسمي لكم منذ أعتلاء كرسي الرئاسة وبمناسبة يوم الشهيد الجزائري لأقف عن حقيقة فاجأتني كثيراً حد القلق على مصير هذا البلد الجار.. إذ لاحظت أن غيابك الطويل خلال فترة العلاج بألمانيا طبعا قد غيّبت عنك مجموعة من الحقائق والمعطيات القائمة على مستوى جغرافية الجوار.. وتبيّن لي أيضا من خلال خطابك ما دمت ذكرت بلدي المملكة المغربية أنّك تعرّضت للخيانة وأخفوا عليك بعض الحقائق سأتكفّل بنقلها إليك وبكل موضوعية ومسؤولية منها:
أن الأسبوع الماضي تمّ تعزيز النقل الحضري بالدار البيضاء بحافلات من صنع محلّي 100٪.. وقبل هذا الإنجاز المتواضع أعطيت الإنطلاقة لأول سيارة كهربائية عالميّاً أنجزها خبراء ومهندسين شباب خريجي الجامعات المغربية.. وخلال هذه السنة الوبائية أنقذنا أوروبا من حرب الكمامات إلى جانب بلدكم وغالبية الدول الإفريقية.. مع التأكيد على أن الميزان التجاري شهد ارتفاعا استثنائيا حين كان العالم مغلق على نفسه حيث تحولت سلة الغداء العالمي نحو ميناء طنجة المتوسطي..
وحتّى لا أطيل عليكم - وأنتم في فترة نقاهة - لابد من إخباركم بأن بلدي المغرب بعد عشرين يوما من انطلاق عملية التلقيح عبر تلك الصورة الرائعة وبعمقها الإنساني لعاهل البلاد ملكنا محمد السادس.. بعد عشرين يوما بلغ عدد الملقحين مليوني مغربي.. تجاوزنا بذلك أغلبية الدول الأوربية وكندا.. وبالمجان طبعا..دون استثناء المقيمين بما فيهم جزائريون طبعا..آه… قبل أن أنسى لقد اعترفت أمريكا بمغربية الصحراء..
في المقابل أثناء غيابكم تعرضت بلدي بسلسلة هجومات واتهامات مجانية عبر أغلب المؤسسات الدستورية لبلدكم آخرها فتوى للدعاء علينا كمغاربة وفوق منابر المساجد ذات جمعة… وأفظعها الإساءة لرموز مملكتنا وسيادتها..
وكنت أنتظر من وضعكم الاعتباري كرئيس دولة أن تتبرؤوا من ذالك السلوك البدائي الهمجي دفاعا عن الجزائر وعن قيمها ونضجها الدبلوماسي والأخلاقي لان البرنامج السيء الذكر قد أساء إلى بلد المليون شهيد وقيم الثورة الجزائرية العظمى لاغير..
كنت أنتظر منكم سيادة الرئيس أنكم دولة متخلقة متدنية ومدنية مساهمة ومتفاعلة مع القيم الإنسانية المثلى.. تلك الدولة التي حين تتصارع مع غيرها لا تتحوّل إلى دولة العصابات والمافيا..
كنت أنتظر.. فكان ردّكم بمثابة تزكية رئاسية لهذا الانحطاط الذي لايشرف بلد الشهداء للأسف.. وتبيّن بعد عودتكم من الشفاء أنكم ما زلتم مصابين بمرض اسمه معاكسة المغرب في صحرائه بترديد أسطوانة (الصحراء مسألة تصفية استعمار بالنسبة لنا)... هي جملتك الأخيرة في خطابك اليوم..
وقبل أن تنهض من كرسيك كان الرّد البليغ من إدارة بايدن التي نشرت خارطة المملكة المغربية كاملة و صنفت المملكة المغربية بالبلد الآمن يسمح لكافة المواطنين الأمريكيين بزيارته دون خوف أو هلع.
كما حذرت مواطنيها من السفر للجزائر، معتبرةً ذلك خطراً كبيراً عليهم، وصنفت الخارجية الأمريكية الجزائر بلداً يعج بالفوضى والتهديدات الإرهابية وغياب الأمن، إلى جانب دول في حالة حرب…
هذا التقرير كاف جدّاً كي توقفوا عملية إرتشاء بعض النواب الأمريكيين قصد تغيير القرار الأمريكي بالنسبة لقضيتنا الوطنية.. خصوصاً والمغرب مقبل بعد أسابيع على تمارين عسكرية إلى جانب القوات الأمريكية وبالذخيرة الحية والآليات الثقيلة بمنطقة المحبس بالصحراء المغربية التي تدعي عصابة البوليساريو قصفها يوميا في إعلامكم الرسمي..
حضرة الرئيس من فضلكم انتبهوا إلى معاناة المواطن الجزائري وهو في انتظار طويل للوصول إلى كيس حليب.. أمّا المغرب فقد انتقل الى نادي الكبار وبلامزايدة.. وأصبح بوابة أفريقيا وبمصداقية كبيرة لقيادة البلد وخبرائنا في جميع المجالات من نتائجها طردكم من مؤسسات الاتحاد الإفريقي بعد 18 سنة في أفق طرد جمهوريتكم الوهمية تقريبا..
وهذا ما يؤكد أن المغرب ليس بلداً محتلاّ الا عندكم وبقية أفراد العصابة كما سمّاها الحراك ليلة أمس..
وقبل توديعكم.. أنصحكم بتغيير الطاقم الفني المشرف على إخراج خطابكم المسجل.. الذي جاء المونتاج فيه بأسلوب هاو وبدائي.. ومن الأفضل مرة أخرى أن تبتعد عن الإرتجال حتى لا تقع في إحراج وأنت تنتظر الإنقاذ من محيطك..
لكن اللوحة الفنية أعلى رأسكم التي لا تظهر إلأ قوائم الخيول.. ربمّا صدفة مباركة لفرسان وأحرار الجزائر المطالبين بتحرير دولتهم من العسكر.. ربّما فأل حسن.. كما جاد في الحديث النبوي الشريف
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( البركة في نواصي الخيل) ولقد جيئ بالناصية والمقصود بها الكل..