الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

مصطفى بن شريف: هذا هو حزب العدالة والتنمية بالمغرب !!

مصطفى بن شريف: هذا هو حزب العدالة والتنمية بالمغرب !! الدكتور مصطفى بن شريف
حزب العدالة والتنمية ناهض صراحة حركة 20 فبراير، ولم يسبق له أن ناضل أو ضحى من أجل بناء الديمقراطية في المغرب، كان دوما يضطلع بوظيفة التضليل في جلباب الداعية المصلح، بأمر وتوجيه من جناحه الدعوي، الذي يعتبر هو الجهة المقررة، والحزب يتولى التنفيذ، وبذلك نكون أمام حالة التوغل الديني في السياسي وتحديد مساراته وآفاقه خلافا لما يقول أو يعلن عنه الحزب.
وظل الحزب وفيا ولعقود لتعليمات المخزن بعد تأسيسه بمبادرة من العراب المرحوم الدكتور عبدالكريم الخطيب، وبرعاية وتتبع من طرف الوزير الشهير إدريس البصري، وبتنسيق كامل مع كل من بنكيران والرميد بوصفهما شخصيتين موثوق بها في دار المخزن.
ومن أهم عناوين ومقاصد تلك التعليمات التي تم أسنادها إلى حزب المصباح، محاربة قوى اليسار، خاصة وأن اغتيال الشهيد عمر بنجلون عنوان وحدث بارزين وسما ممارسة الحركات الإسلامية في شخص الشبيبة الإسلامية بقيادة النعماني، ومطيع، تأثر بهما وبفكرهما ومرجعياتهما رئيس الحكومة السابق بنكيران، وكان من أتباعهما رفقة قياديين آخرين في حزب المصباح.
ولقد اجتهد حزب المصباح على نشر الفكر الخرافي الماضوي، فهو لا يؤمن بالتعددية السياسية أو بالاختلاف في الرأي وذلك هديا بالمرجعية الإخوانية الشمولية الغارقة في مناهضة العلم والتطور، الديمقراطية بالنسبة إليه هي لحظة أو بدعة يمكن الركوب عليها وبشكل تكتيكي من أجل مزيد من الفتوحات في دار المخزن لمعرفة عناصر الضعف والقوة لديه.
لكن ورغم عدم تقديم تضحيات من طرف حزب العدالة والتنمية أو أنه ناضل من أجل بناء مغرب ديمقراطي، إلا أنه كان المستفيد الأول من الفعل النضالي لحركة 20 فبراير.
ولما ظفر برئاسة الحكومة، عمل بشكل ممنهج على المضي قدما في تصفية الحركة، وتنفيذ سياسة لا شعبية تستجيب لتوصيات المؤسسات المالية الدولية بقيادة كبيرهم الذي علمهم الشعبوية ودربهم على كيفية جلب الريع بشكل فردي وجماعي.
كما أن حزب العدالة التنمية لا تهمه الديمقراطية، فهي مجرد وسيلة مرحلية للتغلغل في مفاصل الدولة ومؤسساتها إعمالا لمبدأ التقية.
وخلال هذه العشرية يلاحظ وبشكل واضح على تنمية المواقع الاجتماعية والإدارية لمجموعة كبيرة من المداويخ وفق مساطر وإجراءات مضبوطة والجمع بين أكثر من منصب وتكليف.
وهو لن يتردد ولو للحظة واحدة في الانقلاب على الديمقراطية، إذا لم تكن نتائج الانتخابات لصالحه، لأنه سيتضرع بالتزوير والتحكم... علما أنه مكون أساسي ضمن الذين" ناضلوا "ضد التقدم والتحرر والحريات، وناصروا الاستبداد باسم الدين، واستغلاله وتوظيفه في السياسة، وهذا ما يؤكد صحة نظرية تجار الدين.
علما أن الدين لله والوطن للجميع،أي أن الدين ليس حكرا على العدالة والتنمية أو على جماعة معينة، بل هو قاسم مشترك لجميع المغاربة كعقيدة وتراث رمزي، ولا يحق بأي شكل من الأشكال أن يستمر هذا الحزب في توظيف واستغلال الدين في السياسة بالنظر إلى كون الدستور والقانون التنظيمي للأحزاب السياسية ينصان صراحة على عدم جواز تأسيس أحزاب سياسية على مرجعية دينية أو عرقية(...) ورغم ذلك يلاحظ إصرار حزب العدالة والتنمية في الإدعاء أنه حزب إسلامي، وهذا أمر خطير ومخالف للقانون يستوجب المساءلة وترتيب الجزاءات.
إن تشبث حزب القنديل بتوظيف الإسلام كدين وعقيدة في السياسة هو سر نجاحه في حشد الأتباع، وكأنه هو المهدي المنتظر، وهذا ما يشكل خطرا على مبدأ التنافسية السياسية، ومبدأ المساواة أمام القانون، ما دام أن توظيف الدين في السياسة من المحظورات لا يحق لأي حزب استغلاله بأي شكل من الأشكال وتحت أي ظرف من الظروف.
وهكذا يلاحظ بأن حزب القنديل عمل وحرص من خلال رئاسته للحكومة ومنذ 2012، على تفقير المغاربة، وقمع الحريات والحقوق، والمغالاة في الاعتقالات لأسباب سياسية، والولاء للمؤسسات المالية الدولية، وطبعا عمل على تحسين الأوضاع الاجتماعية والإدارية والاقتصادية لأتباعه مع تهميش لباقي المغاربة، وكأن حزب المصباح هو البديل والضامن لاستقرار المغرب وحماية مؤسساته الدستورية، والحال أنه هو من يعرقل مسيرة التقدم بالمغرب وفي إطار تحالف صريح مع المخزن ولا أقول الدولة، لذلك يجب على المخزن إنهاء هذا التحالف خدمة للدولة وللوطن والشعب.
الدكتور مصطفى بن شريف، أكاديمي، ومحامي