و أنا أحوم بين أزقة مواقع التواصل الاجتماعي صادفت عنوان عريض استوقفني طويلا وجعلني طارحا للكثير من الأسئلة، في زمن قل فيه الاحترام وأصبحنا نعيش أزمة قيم... قُتلت خصال الإخاء و الأخلاق الحميدة والتعاون، عنوان عريض لموجة تربية الكلاب و البحث " ربما " عن الوفاء فيهم !!!
الوفاء الذي نبحث عنهربما قد نحققهفي تربية الحيوانات الأليفة، هذه الظاهرة التي كثرت بين الشباب والمراهقين لديها تراكمات و تاريخ ليس بالهين في المعاملات بين الناس وما ترتب عنها من نهايات جد محزنة ومخزية، تلقينا دروس كبيرة بقيت راسخة في مسار العلاقات بين البشر، بكل بساطة يمكن الجزم إلى حد كبير أن الإحسان إلى حيوان لديه الكثير من الإيجابيات، على خلاف البشر الكيان الصعب الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته أو نواياه.
الحيوان الأليف الذي تعتني به لن يخون أبدا أما الآدمي قد يباغتكمن حيث لا تدري بالخيانة وتكون خيانته مثل خنجر في القلب... الحيوان الأليف عندما تكرمه يتودد إليك و يشبعك حبا و حنانا أما الآدمي كلما أكرمته طعاما و مالا و حنانا كن على يقين انه سيأتي يوم وسينكر، وبفعل بسيط غير متوقع سيعاتبك و سيشيع عيوبك وأخطائك كأنها هي التي قدمت ولا شيء أخر... الحيوان الأليف تقدم له القليل من الحب يعطيك أضعافه، لأنه وفي و له ولاء عميق لصاحبه والمحيط الذي يعيش فيه، أما الانسان ينتظر هفواتك وأخطائك و سقوطك من أجل تصغير حجمك والضرب في شرفك والتشهير بك كذبا وبهتانا هذا فقط لأنك متميز في أمر معين أو لديك أسلوب خاص يفتقده...
هناك الكثير ما يقال ويقارن بين إكرام حيوان أليف و ثماره، وبني ادم الإنسان الذي ميزه الله تعالى بملكة العقل وفضله على الكل و الخُبث و لشر الذي يخفيه لأخه البشري، و هذه الأمثلة ليست على سبيل التعميم فهناك نساء و رجال في المستوى، أخلاقهم عالية و أوفياء حتى في أصعب الظروف، الانتكاسات التي عشناها جميعا بدون استثناء هي التي جعلت شباب ومراهقي و رجال و نساء اليوم يفضلون تربية ومرافقة حيوان أليف على أن يعيشوا مرارة الغدر والقيل والقال وحبك سيناريوهات كاذبة بدون وجه حق، الوفاء ربما وجدناه في حيوان أليف صغير لديه حاجيات محدودة و بسيطة، في المقابل يعطيك الكثير والكثير من الوفاء والإخلاص والحب وربما يكون لوجوده نكهة خاصة ومتعة.