الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

أحمد لعيوني  يكتب " تأملات في زمن كورونا "

أحمد لعيوني  يكتب " تأملات في زمن كورونا " غلاف الكتاب للمؤلف أحمد لعيوني
سيصدر للكاتب أحمد لعيوني  كتاب بعنوان "تأملات في زمن كورونا" يتضمن مواضيع مستنتجة من ظروف الحجر الصحي، وحالة الطوارئ الصحية. وتساؤلات حول كيفية التعامل مع الوباء، وتفادي الصدمة عن طريق اكتساب مرونة نفسية لتجاوزآثار الإصابة بعد التعافي.
 
وفي هذا الإطار توصل موقع " أنفاس بريس" من المؤلف أحمد العيوني بهذه الورقة عن الكتاب :  كتاب " تأملات في زمن كورونا" عن منشورات الشركة المكتبية ومطبعة فارير بسطات  يتضنن مواضيع ذات اتصال بجائحة كورونا التي أصابت العالم دون سابق إنذار، وما عقبها  من ظروف الحجر الصحي، وحالة الطوارئ الصحية، وإلزامية لزوم مقرات السكن ليلا ونهارا. عوامل دفعت بالناس إلى البحث عن ملء الفراغ، مما مكن الكاتب من العكوف على القراءة وكتابة مقالات عبر من خلالها عن وجهة نظره في النازلة وما يتصل بها، بحسب تعبير الدكتور عبد المجيد نوسي الذي قدم الكتاب. تصبح القراءة في مثل هذه الظروف ملجأ ومنفذا لطرد الملل والضجر، ومقصدا للاستئناس وتحقيق قدر من السكينة، وتخفيف الضغط عن النفس، وخصص للقراءة وفوائدها موضوعا ضمن الكتاب.
 
 وتعتبر هذه المواضيع مساهمة في تغيير بعض السلوكيات، وطرح تساؤلات حول كيفية التعامل مع الوباء. وأيضا مناقشة السلوكيات المستجدة التي أرهقت الناس ولم يتعودوا عليها، مثل حمل الكمامات، والحرمان من العناق والمصافحة، والتعقيم المستمر، والإفراط في النظافة.
 
أما موضوع شبكات التواصل الإجتماعي، فهي ظاهرة أصبح لها دور فاعل في تقريب المسافات، وربط الإتصال المستمر بين الأقارب والأصدقاء، الذين منع الحد من التجوال وحظر السفر للالتقاء بهم. وكان لفيسبوك الأثر البالغ في الحفاظ على الصداقات، والإكثار من المعارف، واللقاء الإفتراضي، وتقديم التهاني في المناسبات السعيدة، وأيضا التعبير عن المتمنيات بالشفاء للمصابين، وتقديم المواساة وواجب العزاء للأقارب والأصدقاء في فقدان أحد ذويهم، وتفريغ مشاعر الحزن عبر المشاركة الإفتراضية، تفاديا للزيارات وإقامة شعيرة التأبين التي لم يبق مسموحا بها. لقد صار الأمر يقتصر على نشر الخبر بمواقع التواصل الإجتماعي، وعلى رأسها فيسبوك، ويتم التفاعل مع الخبر افتراضيا.
 
ولم يفت الكاتب الإشارة إلى ضرورة العناية بالمرافق الاستشفائية، وذلك من خلال حوار أجراه معه الصحافي مراسل موقع "أنفاس بريس" الإلكتروني مصطفى لبكر عن المستشفى الرئوي بابن أحمد، الذي تم إغلاقه سنة 2004. هذا المستشفى الذي تضافرت جهود أبناء الطائفة اليهودية بالمغرب وروادها، لبنائه بداية خمسينيات القرن الماضي، حيث لعب دورا مهما في تعافي سكان إقليم الشاوية والمناطق المجاورة من داء السل، لأزيد من نصف قرن. وتم التخلي عنه بمجرد قرار إداري، وترك للإهمال. ولو بقي هذا المستشفى مشغلا ومعتنى به، لقدم خدمة مهمة لاستقبال مرضى كوفيد في هذه الظرفية العصيبة.
 
ومن بين ما تطرق له الكتاب، مسألة الدخول المدرسي 2020 – 2021 الذي عرف تأرجحا بين عدة سيناريوهات تتنوع بين الحضوري الإفتراضي عن بعد، والتناوب الأسبوعي، وهي كلها عمليات متذبذبة، ولا يشير أي منها إلى بارقة أمل نظرا لصعوبة الموقف وضعف المردودية. هذا بعد أن توقفت الدراسة خلال النصف الثاني من السنة الدراسية الماضية، واختبر التلاميذ في نصف المقرر. مع العلم أن التعليم يعتبر في العصر الحالي أحد مكونات الإستمرار في الحياة مثله مثل الصحة والشغل. أما الجهات التي لها ارتباط بالعملية فلم تتدخل للمساهمة في إبداء الرأي والمساعدة على اقتراح الحلول بما يفيد عن طريق تهيئ دراسات توجيهية وتحسيسية لتنوير الرأي العام، وحفاظا على صحة التلاميذ، والتهدئة من روع وهلع الأسر المعنية بتمدرس أبنائها، بحسب تعبير المؤلف.
كما تطرق الكتاب إلى معطيات من شأنها معالجة صدمة الإصابة بكوفيد عن طريق اكتساب مرونة نفسية للخروج بأقل الأضرار من جانب الصحة النفسية والعقلية، سواء عند إصابة الشخص أو بعد تعافيه، وأيضا أقارب المصابين  والمتعافين.

 
أما عملية تتبع مسالك الفيروس والتي اختير لها تطبيق " وقايتنا" للإخبار عن مخالطين في الأماكن التي تعج بالازدحام، فلم يتم الإقبال على تحميلها، كما لم يواكبها التحيين والتجديد، ولم تستمر السلطات المختصة بالترويج لها، وتقديم الإحصائيات والتقارير المدعمة للنتائج التي كان من المتوقع التوصل إليها.
غلاف الكتاب من تصميم الفنان التشكيلي حميد العلوي، لوحة في موضوع "حياتنا انعكاس لجميع الخيارات التي اتبعناها في اختيارات لا تعد ولا تحصى قمنا بها. معادلات رياضية، ومبالغ مالية.."