الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

محمد الغيث ماء العينين: مرسوم ترامب بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء حدث استراتيجي (مع شريط صوتي)

محمد الغيث ماء العينين: مرسوم ترامب بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء حدث استراتيجي (مع شريط صوتي) محمد الغيث ماء العينين:

المرسوم الذي وقعه الرئيس الأمريكي المتهية ولايته، ترامب، والذي يعترف بالسيادة المغربية على صحرائه، يعتبر بكل المعايير حدثا استراتيجيا حاسما فيما يتعلق بملف الصحراء، خصوصا وأن الرئيس ترامب قرر مباشرة ترتيب أثر هام على هذا المرسوم، وهو قرار فتح قنصلية امريكية بالداخلة؛ وهذا القرار يجب أيضا التوقف عنده لأن فتح قنصلية بالداخلة له دلالة كبيرة، ولأنه يتجاوز شرعية اتفاق مدريد الثلاثي الذي بموجبه أشار إلى وجود المغرب بالساقية الحمراء فقط.. لكن هذا القرار الأمريكي يعترف بالسيادة المغربية الكاملة على صحرائه، يعني امتداد السيادة إلى لكويرة؛ وأيضا أن هذا القرار هو قرار ثابت لا يمكن التراجع عنه إلا في حالة استثنائية نادرة جدا، أي إذا كان اعتراض عليه، واعتبر أنه مخالف للدستور الأمريكي، والذهاب إلى المحاكم أو بقيام الكونغرس بإجراءات منع الموارد المالية. ولا يمكن توقع أو انتظار أن تحاول الإدارة القادمة التي يرأسها بايدن بأن تتراجع عن هذا القرار.

 

حاليا ما ذهب إليه الرئيس ترامب في تعليل قراره بكون المقترح المغربي بالحكم الذاتي هو المقترح الوحيد المطروح على الساحة، والذي يمكن أن يوصف بأنه عملي وواقعي، وينسجم مع قرارات مجلس الامن؛ وكذلك اعتبار مطلب الاستقلال بأنه غير عملي ويستحيل تطبيقه؛ وهذا لا يعدو كونه ترداد لمضامين القرارات الأممية الخمسة الأخيرة التي كانت حاسمة في هذا المجال.

 

وهنا أيضا شيء يجب التوقف عنده، هو أن اعتراف الولايات الأمريكية بالسيادة المغربية الكاملة على الصحراء، يعني أنه بالنسبة لأمريكا التي لها قنصلية بالداخلة، كل اعتداء مسلح من طرف البوليساريو وعلى أي منطقة في الصحراء، هو اعتداء على أراضي دولة ذات سيادة؛ وفي حالة إذا واصلت البوايساريو انتهاكها لوقف إطلاق النار، وقيامها ببعض المناوشات والأعمال العدوانية، فمن غير المستبعد، بل من المتوقع أن تكون الخطوة المقبلة هي إدراج الولايات الأمريكية المتحدة البوليساريو في خانة الجماعات المصنفة ضمن الجماعات الإرهابية، ويعني هذا أن كل عضو ينتمي لجبهة البوليساريو أو يدعي انتماءه إليها سوف يتم تصنيفه هو أيضا في قوائم الإرهاب، وبالتالي استحالة ذهابه أو سفره إلى أوروبا أو أمريكا، ويسري ذلك على قياديي الجبهة.

 

ومن ناحية أخرى اعتراف الولايات الأمريكية المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه سوف يشجع الكثير من الدول على الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء؛ ومن المتوقع أن يزداد عدد القنصليات التي سيتم فتحها في المناطق الجنوبية؛ بل وحتى الدول التي لن تفتح قنصلياتها سوف تصدر بلاغات أو بيانات تؤيد فيها بشكل واضح السيادة المغربية على الصحراء.

 

ويبقى في الأخير أنه إذا كانت اليد المغربية ممدودة للانفصاليين والجارة الجزائر، للخروج من هذا المأزق، فإنه يجب عليهم جميعا استغلال هذه الفرصة الأخيرة.

 

- محمد الغيث ماء العينين، عضو مجلس إدارة المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات