الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

الجنيرال إدريس بنعمر.. أسد حرب الرمال ضد الجزائر

الجنيرال إدريس بنعمر.. أسد حرب الرمال ضد الجزائر إدريس بنعمر.. أسد حرب الرمال ضد الجزائر

على مضض، رضي الجنرال إدريس بن عمر بالعودة بالجيش المغربي إلى مواقعه بعد توغل ناري (حرب الرمال 1963) في الصحراء استغرق ثلاثة أيام، وأرغم القوات الجزائرية، التي شنت هجومات مباغتة على مركزي «حسي بيضا» وتينجوب»، ثم على مركز «إيش» (شرق فكيك)  على التقهقر، حتى أصبح على بعد 26 كيلومترا من مدينة تيندوف.

 

لم يستسغ الجنرال الأمر الملكي بالعودة؛ وهذا ما عبر عنه حين خلع بزته العسكرية التي كانت تحمل نياشينه ليلقيها أمام الملك الحسن الثاني قائلا: «مولاي لا يُقبل في المنطق الحربي والتقاليد العسكرية أن يعود جيش منتصر إلى منطلقاته الأولى كجيش منهزم». غير أن الملك صاح في وجهه بقوة أن يمتثل لأمر القائد الأعلى للجيش، خاصة وأن وساطات عربية نجحت في إقناع الملك بالتراجع حتى لا تصل العلاقة بين البلدين إلى الباب المسدود..

 

ومنذ ذلك التاريخ، أصبح لقب «بطل حرب الرمال» أو «أسد حرب الرمال» لصيقا به.

 

ولد الجنرال إدريس بنعمرو بمدينة مولاي ادريس زرهون سنة 1917، وتابع دراسته الابتدائية ثم الثانوية في مدينة مكناس، قبل أن يلتحق عام 1935 بالمدرسة العسكرية في مكناس، حيث تخرج منها برتبة ملازم أول.

 

وحين حصل المغرب على استقلاله، عينه الملك محمد الخامس سنة 1956 حاكما مدنيا وعسكريا لإقليم مكناس، حيث ظل في هذا المنصب لمدة سنتين، قبل أن تتم ترقيته سنة 1959 إلى رتبة مقدم، إذ أسندت إليه قيادة الدرك الملكي في شهر نوفمبر 1960. وفي يونيو 1961 عينه الملك الراحل الحسن الثاني عاملا على الدار البيضاء، ثم رقي إلى رتبة جنرال فيلق في السادس من شتنبر 1963، وعين في نفس السنة مراقبا عاما للقوات المسلحة الملكية، وهي السنة نفسها التي أثبت فيها جدارته في القيادة التي أذهلت الجيش الجزائري وأرغمته على الانكماش في مخابئه.

 

وفي عام 1970 عينه الملك الراحل الحسن الثاني وزيرا للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، ثم مديرا عاما للخطوط الجوية الملكية المغربية.

 

وكان بطل حرب الرمال قد تقاعد من الجيش في العام 1991، عن عمر يناهز 74 سنة، وظل يصارع المرض لمدة سنوات، قبل أن توافيه المنية في أبريل 2008 بمدينة الدار البيضاء، ووري جثمانه في مقبرة الشهداء في الرباط.