الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

المرصد العربي للإعلام: "إيكو" بـ "الدوزيم" يعتدي على حقوق الطفل المعنوية والثقافية

المرصد العربي للإعلام: "إيكو" بـ "الدوزيم" يعتدي على حقوق الطفل المعنوية والثقافية نبيل بكاني، مدير المرصد العربي للإعلام (يمينا) ولقطة من برنامج "أيكو"

ما زالت ردود الفعل المنتقدة لبرنامج  L’école des fansعلى القناة الثانية، تتوالى، مشيرة الى انتهاك البرنامج للخصوصية الثقافية للأطفال، من خلال طرح منشط البرنامج "إيكو" لمواضيع تفوق المستوى العمري والثقافي للأطفال الضيوف أو المشاهدين.

 

في هذا الإطار قال نبيل بكاني، مدير المرصد العربي للإعلام، في تصريح لجريدة "أنفاس بريس"، إن البرنامج يستهدف فئة عمرية ذات خصوصية وذات حساسية كبيرة، وهي فئة الأطفال، علما أن الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي وقع عليها المغرب تحمي الطفل من أي اعتداء؛ مضيفا بأن البرنامج كان فيه اعتداء صريح على خصوصية الطفل وحقوق الطفل المعنوية والثقافية، من خلال طرح المنشط لأسئلة لا تتناسب مع هذه الفئة العمرية، وهي أسئلة تتعلق بالعلاقات الغرامية، وطلبه من طفلة لا يتعدى عمرها 6 سنوات تصور نفسها كزوجة شريرة، وطلبه من طفل التقدم لخطبة فتاة..

 

وأضاف بكاني أن هذه الأسئلة لا علاقة لها بالحياة اليومية للطفل، والطفل ليس في حاجة إلى مناقشة مواضيع تتعلق بالزواج والخطوبة، وبالصراع بين الأم وأطفالها.. وهي أفكار تمس بعلاقة الطفل بوالدته حاليا؛ مشيرا إلى أن إدارة الإنتاج بالقناة الثانية ركزت على البعد التجاري من خلال تركيزها على معيار الشهرة لاختيار منشط البرنامج من أجل الرفع من نسبة المشاهدة وجلب المعلنين، متغافلة معايير أخرى أكثر أهمية من قبيل التوفر على تجربة في المجال التربوي، بينما المنشط عبد الرحمان أوعابد المعروف بـ "إيكو" تخلو سيرته الفنية والإعلامية من أي تجربة في العمل التربوي مع الأطفال، وبالتالي فهو يفتقد إلى تكوين بيداغوجي يمكنه من التعامل مع عقلية ونفسية الطفل، واحترام خصوصيته، حيث يظهر "إيكو" في سكيتشات هزلية تخلو من أي بعد ثقافي أو تربوي، وهو ما جعل يظهر في هذا البرنامج -يضيف الوكاني- وكأنه يمارس نوع من التهريج السوقي مع الأطفال، والذي يتنافى مع طبيعة وبيئة الطفل الثقافية والعمرية، كما أن طبيعة البرنامج تفرض عدم بث إعلانات لا تتناسب مع خصوصية الأطفال، متهما القناة الثانية بخرق دفتر التحملات الذي ينص على احترام الهوية الوطنية، وعدم المس بالخصوصية الثقافية للأطفال التي تنص عليها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.

 

وأشار بكاني أن البرنامج يأتي في سياق حملة تستهدف اللغة العربية، ودعم توجه الفرنسة، وتوظيف الدارجة المغربية، وهو ما يشكل انتهاكا للدستور، وهو الأمر الذي لوحظ من خلال عدد من البرامج بالقناة الثانية، باستثناء النشرات الإخبارية، وبعض البرامج المعدودة على رؤوس الأصابع.. مضيفا بأن الخلفية البصرية للبرنامج داخل الأستوديو، وشارة البداية والنهاية، كلها كانت بالفرنسية، مع العلم أن برامج الأطفال ينبغي أن تتماشى مع الحياة التعليمية والدراسية للأطفال، علما أن اللغة العربية تعد اللغة الرسمية في المناهج الدراسية الرسمية، خدمة للوبي الفرنكفوني وحلفائهم من دعاة "التلهيج" أو "التدريج".