Friday 16 May 2025
كتاب الرأي

الشرقاوي: النهج الديمقراطي لايميز بين جرأة الموقف والصبيانية في ملف الوحدة الترابية

الشرقاوي: النهج الديمقراطي لايميز بين جرأة الموقف والصبيانية في ملف الوحدة الترابية عمر الشرقاوي
حزب النهج الديمقراطي محتاج بشكل عاجل لعملية تحيين لمنظومته الإيديولوجية ومواقفه السياسية قبل أن يتحول لموضوع للسخرية. قبل دستور 2011، لم تكن الوحدة الترابية من الثوابت الجامعة المدسترة، وكان باستطاعة أي حزب أن يسوق ما يشاء من الخزعبلات والمواقف المراهقة.
اليوم الأمر تغير فهناك ثوابت دستورية، ومن الحماقة المس بها من داخل بنية حزبية منظمة بقانون تنظيمي للأحزاب الذي ينص في مادته  4  أنه يعتبر باطلا كل تأسيس لحزب سياسي يهدف إلى المساس بالوحدة الوطنية أو الترابية للمملكة. قد يبدو هذا المقتضى غريبا أو مبالغا فيه لكن معظم الدساتير وضعت ثوابت وألزمت الأحزاب على التقيد بها، فالدستور الفرنسي في المادة 4 ينص بصراحة مشاركة الأحزاب والمجموعات السياسية في ممارسة حق الاقتراع. ويتم تشكيلها وتمارس أنشطتها بكل حرية. ويتعين عليها احترام مبادئ السيادة الوطنية. لذلك لا يمكن أن تكون حزبا مغربيا منظما بقوانينه ودستوره وتتخذ مواقف تعاكس وحدتنا الترابية وتروج لخطاب تقرير مصير الشعب الصحراوي من العاصمة الرباط، وتطالب بوقف إطلاق النار وكأنك الحزب الاشتراكي الموحد الفينيزويلي فقط ليقال عنك أنك حزب متميز ومستقل وجريء في مواقفه. هناك فرق بين الجرأة في المواقف والتهور والصبيانية.
        عمر الشرقاوي  أستاذ جامعي