الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

كمال العايدي: رحم الله أفذاذا أنزلوا السياسة إلى موائد المغاربة

كمال العايدي: رحم الله أفذاذا أنزلوا السياسة إلى موائد المغاربة كمال العايدي
العبث بالسياسة عنوان يختزل الفعل الحزبي في المغرب، فالمسافة بين ممارسة الحكم والأحزاب السياسية في بلادنا تحتاج إلى تعبيد. ولعل واقع طرقاتنا يدل على هشاشة المشهد الحزبي واهتراء. فمنذ انطلاق بدعة التوافق السياسي ودور الأحزاب يتقلص وينزلق في منحدر الابتذال والعشوائية.
 
نظرة المواطن إلى العمل الحزبي طمسها تهافت المتحزبين إلى تملق المناصب والمكاسب وتغول الريع الحزبي على حساب المبادئ الكونية المؤطرة لوظيفة الأحزاب.
 
وما زاد بلة طين أحزابنا نكوصها عن المواعيد الحارقة على الصعيد الاجتماعي، إذ انبرت كشخص معنوي لمباركة كل أعمال ومبادرات جائحة كوفيد 19 وانتظرت حلول الباب العالي. بل إنها سارعت إلى ابتزاز الدولة في مسألة القاسم الانتخابي وكان ما يشغل المغاربة هو توزيع المقاعد.
 
صمت القبور الذي يخيم على العمل الحزبي ويجثم على صدره غياب الأحزاب عن كل الملفات الآنية ولعل آخرها تحرشات أعداء الوحدة الترابية في جنوب المملكة وما لوحظ عليها من عدم الاهتمام أو حتى مجرد التعبير.
 
أصبحت احزابنا منتديات لتوزيع المناصب والكراسي مما جعل المواطن يوجه بوصلة الاهتمام بالعمل السياسي إلى خارج الحدود افتتانا بتجارب صلبة في الديمقراطية ولنا في انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية خير دليل.
رحم لله افذاذا أنزلوا السياسة إلى موائد المغاربة ولا رحم أحياء نزلوا بها إلى قاع التفاهة والابتذال.
 
محام بهيئة سطات